بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۭ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡـٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ} (64)

{ قُلْ يا أهل الكتاب تَعَالَوْاْ إلى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ } يعني كلمة عدل بيننا وبينكم . ويقال في قراءة عبد الله بن مسعود : إلى كلمة عدل بيننا وبينكم ، يعني لا إله إِلاَّ الله ، وهي كلمة الإخلاص ويقال إلى كلمة تسوي بيننا وبينكم ، فتصير دماؤكم كدمائنا ، وأموالكم كأموالنا { أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ الله } يعني ألا نُوَحِّد إِلا الله { وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً } من خلقه { وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مّن دُونِ الله } لأنهم اتخذوا عيسى رباً من دون الله .

ويقال : لا يطيع بعضنا بعضاً في المعصية . كما قال : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أَرْبَاباً مِّن دُونِ الله والمسيح ابن مَرْيَمَ وَمَا أمروا إِلاَّ ليعبدوا إلها واحدا لاَّ إله إِلاَّ هُوَ سبحانه عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ سورة التوبة : 31 ] أي أطاعوهم في المعصية . ويقال : لا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً . كما قالت النصارى : إن الله ثالثُ ثلاثة { فَإِن تَوَلَّوْاْ } يعني أبوا عن التوحيد { فَقُولُواْ } لهم يا معشر المسلمين { اشهدوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } أي مخلصون لله بالعبادة والتوحيد .