تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ} (68)

{ ونفخ في الصور } وهو القرن وذلك أن إسرافيل وهو واضع فاه على القرن يشبه البوق ودائرة رأس القرن كعرض السماء والأرض وهو شاخص ببصره نحو العرض ، يؤمر فينفخ في القرن فإذا نفخ فيه :{ فصعق } يعني فمات { من في السماوات ومن في الأرض } من شدة الصوت والفزع من فيها من الحيوان ، ثم استثنى { إلا من شاء الله } يعني جبريل ، وميكائيل ، ثم روح جبريل ، ثم روح إسرافيل ، ثم يأمر ملك الموت ، فيموت ثم يدعهم ، فيما بلغنا أمواتا أربعين سنة ، ثم يحيى الله عز وجل إسرافيل ، فيأمره أن ينفخ الثانية ، فذلك قوله :{ ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام } على أرجلهم { ينظرون } آية إلى البعث الذي كذبوا به ، فذلك قوله تعالى :{ يوم يقوم الناس لرب العالمين } [ المطففين :6 ] مقدار ثلاث مائة عام