وقوله تعالى : { يأَيُّهَا الناس إِنَّا خلقناكم مِّن ذَكَرٍ وأنثى } الآية : المعنى : يأيها الناس ، أَنتم سواء من حيثُ أنتم مخلوقون ، وإنَّما جعلتم قبائل ؛ لأَنْ تتعارفوا ، أوْ لأَنْ تعرفوا الحَقَائِقَ ، وَأَمَّا الشرفُ والكرمُ فهو بتقوى اللَّه تعالى وسلامة القلوب ، وقرأ ابن مسعود : ( لِتَعَارَفُوا بَيْنَكُمْ وَخَيْرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) وقرأ ابن عباس : ( لِتَعْرِفُوا أَنَّ ) عَلَى وزن تَفْعَلُوا بكسر العين وبفتح الهمزة من أَنَّ ، وَرُوِيَ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ ، فَلْيَتَّقِ اللَّه " وأَمَّا الشعوب فهو جمع شَعْبٍ ، وهو أعظم ما يوجد من جماعات الناس مرتبطاً بنسب واحد ؛ كمُضَرٍ ورَبِيعَةَ وحِمْيَرَ ، ويتلوه القبيلة ، ثم العمارة ، ثم البطن ، ثم الفخذ ، ثم الفصيلة ، والأسرة وهما قرابة الرجل الأَدْنَوْنَ ، ثم نَبَّهَ سبحانه على الحذر بقوله : { إِنَّ الله عَلَيمٌ خَبِيرٌ } أي : بالمتقي الذي يستحق رُتْبَةَ الكرم ، وَخرَّج مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال : " إنَّ اللَّهَ أوحى إلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا ؛ حَتَّى لاَ يَفْخَرَ أَحَدٌ على أَحَدٍ وَلاَ يَبْغِي أَحَدٌ على أَحَدٍ " وروى أبو داودَ والتِّرْمِذِيُّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال : " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمْ ، إنَّما هُمْ فَحْمٌ مِنْ جَهَنَّمَ أوْ لَيَكُونُنَّ عَلَى اللَّهِ أَهْوَنَ مِنَ الجُعَلِ الَّذِي يُدَهْدِهُ الخُرَاءَ بِأَنْفِهِ ، إنَّ اللَّهَ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا ؛ إنَّما هُوَ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ ، أوْ فَاجِرٌ شَقِيٌّ ، كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ " انتهى . ونقله البغويُّ في «مصابيحه » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.