تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَآ أُحِلَّ لَهُمۡۖ قُلۡ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيِّبَٰتُ وَمَا عَلَّمۡتُم مِّنَ ٱلۡجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ ٱللَّهُۖ فَكُلُواْ مِمَّآ أَمۡسَكۡنَ عَلَيۡكُمۡ وَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهِۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ} (4)

{ يسألونك ماذا أحل لهم } من الصيد ، وذلك أن زيد الخير ، وهو من بني المهلهل ، وعدي بن حاتم الطائيان ، سألا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالا : يا رسول الله ، كلاب آل درع وآل حورية يصدن الظباء والبقر والحمر ، فمنها ما تدرك ذكاته فيموت ، وقد حرم الله عز وجل الميتة ، فماذا يحل لنا ؟ فنزلت : { يسألونك ماذا أحل لهم } من الصيد { قل أحل لكم الطيبات } ، يعني الحلال ، وذبح ما أحل الله لهم من الصيد مما أدركت ذكاته .

ثم قال : { وما علمتم من الجوارح مكلبين } ، يعني الكلاب معلمين للصيد ، { تعلمونهن مما علمكم الله } ، يقول : تؤدبوهن كما أدبكم الله ، فيعرفون الخير والشر ، وكذا الكاتم أيضا ، فأدبوا كلابكم في أمر الصيد ، { فكلوا مما أمسكن عليكم } ، يقول : فكلوا مما أمسكن ، يعني حبسن عليكم الكلاب المعلمة ، { واذكروا اسم الله عليه } إذا أرسلتم بعد أن أمسك عليكم ، { واتقوا الله } ، فلا تستحلوا أكل الصيد من الميتة ، إلا ما ذكى من صيد الكلب المعلم ، ثم خوفهم ، فقال : { إن الله سريع الحساب } لمن يستحل أكل الميتة من الصيد إلا من اضطر .