{ الجوارح } الكلاب والطير الجارح . { مكلبين } معلمين لها الصيد .
{ يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين } يسألك المؤمنون أيها النبي يقولون : أي شيء أحل الله تعالى لهم من المطاعم ؟ ( أو الذي أحل لهم من المطاعم إجمالا ، ومن الصيد ومن طعام أهل الكتاب ومن نسائهم ) ( {[1683]} ) ؟ ؛ فبلغهم أني أحللت لهم ما ليس بخبيث منها ؛ - وهو ما لم يأت تحريمه في كتاب أو سنة أو قياس مجتهد ، أو : أحل لكم كل ما يستلذ ويشتهى عند أهل المروءة والأخلاق الجميلة-( {[1684]} ) ؛ { وما علمتم من الجوارح مكلبين } فكأن المعنى : وأحل لكم أكل صيد ما علمتموه من سباع البهائم والطير كالكلب والفهد ، والبازي والصقر ؛ وجرح في اللغة تأتي بمعنى كسب ، ومنه قول مولانا تقدست أسماؤه : ( . . ويعلم ما جرحتم بالنهار . . ) ( {[1685]} ) أي ما كسبتم في النهار ؛ ( وانتصاب { مكلبين } على الحال من { علمتم } ، وفائدة هذه الحال مع الاستغناء عنها ب{ علمتم } أن معلم الجوارح ينبغي أن يكون ماهرا في علمه ، مدربا فيه ، موصوفا بالتكليب ، . . . والجمهور على أن الجوارح يدخل فيه ما يمكن الاصطياد به من السباع ؛ قالوا : المكلب : مؤدب الجوارح ورائضها لأنها تصطاد لصاحبها ، وإنما اشتق من الكلب لكثرة هذا المعنى في جنسه ، أو لأن كل سبع يسمى كلبا ، كقوله صلى الله عليه وسلم : " اللهم سلط عليه كلبا من كلابك " فأكله الأسد ، أو من الكلب الذي هو بمعنى الضراوة ، . . وهب أن المذكور في الآية إباحة الصيد بالكلب ، لكن تخصيصه بالذكر لا ينفي حل غيره لجواز الاصطياد بالرمي وبالشبكة ونحوها مع سكوت الآية عنها ؛ { تعلمونهن } حال ثانية ، أو استئناف { مما علمكم الله } من علم التكليب ، لأن بعضه إلهام من الله ) ( {[1686]} ) ؛ { فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه } روى البخاري ومسلم عن أبي ثعلبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أرسلت كلبك فاذكر اسم الله وإذا رميت بسهمك فاذكر اسم الله " ( {[1687]} ) ؛ { واتقوا الله إن الله سريع الحساب }-يعني جل ثناؤه : واتقوا الله أيها الناس فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه فاحذروه في ذلك أن تقدموا على خلافه ، وأن تأكلوا من صيد الجوارح غير المعلمة ، أو مما تمسك عليكم من صيدها وأمسكته على أنفسها ، أو تَطعََموا ما لم يسم الله عليه من الصيد والذبائح مما صاده أهل الأوثان وعبدة الأصنام ومن لم يوحد الله من خلقه ، أو ذبحوه ، فإن الله قد حرم ذلك عليكم فاجتنبوه ؛ ثم خوفهم إن هم فعلوا ما نهاهم عنه من ذلك ومن غيره ، فقال : اعلموا أن الله سريع حسابه لمن حاسبه على نعمته عليه منكم ، وشكر الشاكر منكم ربه على ما أنعم به عليه بطاعته إياه فيما أمر ونهى ، لأنه حافظ لجميع ذلك فيكم ، فيحيط به ، لا يخفى عليه منه شيء ، فيجازي المطيع منك بطاعته ، والعاصي بمعصيته ، وقد بين لكم جزاء الفريقين . .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.