تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَقُصُّونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِي وَيُنذِرُونَكُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَاۚ قَالُواْ شَهِدۡنَا عَلَىٰٓ أَنفُسِنَاۖ وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَشَهِدُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَنَّهُمۡ كَانُواْ كَٰفِرِينَ} (130)

ثم قال لهم عند ذلك : { يا معشر الجن والإنس } ، يعني كفار الجن وكفار الإنس ، ولا يعني به الشياطين ، لأن الشياطين هم أغروا كفار الجن وكفار الإنس ، وبعث الله رسولا من الجن إلى الجن ، ومن الإنس إلى الإنس يقصون ، فذلك قوله : { ألم يأتكم رسل منكم } ، يعني من أنفسكم :الجن إلى الجن ، والإنس إلى الإنس ، { يقصون عليكم آياتي } ، يعني آيات القرآن ، { وينذرونكم لقاء يومكم هذا } ، يعني يوم القيامة ،

{ قالوا } ، يعني :قالت الإنس والجن : { شهدنا على أنفسنا } بذلك أنا كفرنا بما قالت الرسل في الدنيا ، قال الله للنبي صلى الله عليه وسلم : { وغرتهم الحياة الدنيا } عن دينهم الإسلام ، ويقول الله للنبي صلى الله عليه وسلم : { وشهدوا على أنفسهم } في الآخرة { أنهم كانوا كافرين } في الدنيا ، وذلك حين شهدت عليهم الجوارح بالشرك والكفر في الدنيا .

ثم قال الخازن ، في التقديم : ف { النار مثواكم } ، يعني مأواكم ، { خالدين فيها } لا يموتون ، ثم استثنى ، فقال : { إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم } ، حكم عليهم حقا بذلك الهلاك ، كفعله بالأمم الخالية في سورة أخرى .