تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَكَتَبۡنَا لَهُۥ فِي ٱلۡأَلۡوَاحِ مِن كُلِّ شَيۡءٖ مَّوۡعِظَةٗ وَتَفۡصِيلٗا لِّكُلِّ شَيۡءٖ فَخُذۡهَا بِقُوَّةٖ وَأۡمُرۡ قَوۡمَكَ يَأۡخُذُواْ بِأَحۡسَنِهَاۚ سَأُوْرِيكُمۡ دَارَ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (145)

{ وكتبنا له في الألواح } نقرا كنقش الخاتم ، وهي تسعة ألواح ، { من كل شيء } ، فقال : { موعظة } من الجهل ، { وتفصيلا } ، يعني بيانا { لكل شيء } من الأمر ، والنهي ، والحد ، وكتبه الله عز وجل بيده ، فكتب فيها : إني أنا الله الذي لا إله إلا أنا الرحمن الرحيم ، لا تشركوا بي شيئا ، ولا تقتلوا النفس ، ولا تزنوا ، ولا تقطعوا السبيل ، ولا تسبوا الوالدين ، ووعظهم في ذلك ، والألواح من زمرد وياقوت ، يقول : { فخذها بقوة } ، يعني التوراة بالجد والمواظبة عليه ، { وأمر قومك } بني إسرائيل ، { يأخذوا بأحسنها } ، يعني بأحسن ما فيها ، ثم قال قبل ذلك لبني إسرائيل : { سأوريكم دار الفاسقين } سنة أهل مصر ، فزعم ابن عباس ، أن الله حين أغرق فرعون وقومه ، أوحى إلى البحر أن يقذف أجسادهم على الساحل ، ففعل البحر ذلك ، فنظر إليهم بنو إسرائيل ، فأراهم سنة الفاسقين .