الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَكَتَبۡنَا لَهُۥ فِي ٱلۡأَلۡوَاحِ مِن كُلِّ شَيۡءٖ مَّوۡعِظَةٗ وَتَفۡصِيلٗا لِّكُلِّ شَيۡءٖ فَخُذۡهَا بِقُوَّةٖ وَأۡمُرۡ قَوۡمَكَ يَأۡخُذُواْ بِأَحۡسَنِهَاۚ سَأُوْرِيكُمۡ دَارَ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (145)

{ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الألواح مِن كُلِّ شَيْءٍ }[ الأعراف :145 ] أي : مِنْ كل شيءٍ يَنْفَعُ في معنى الشرْع ، وقوله : { وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ } مثُلُه ، وقوله : { بِقُوَّةٍ } ، أي : بجدٍّ وصبرٍ عليها ، قاله ابن عباس ، وقوله : { بِأَحْسَنِهَا } يحتملُ معنيين .

أحدهما : التفضيلُ ، كما إِذا عرض مثلاً مباحانِ ، كالعفو والقِصَاصِ ، فيأخذون بالأحْسنِ منهما .

والمعنى الثاني : يأخذون بَحَسن وَصْفِ الشريعة بجملتها ، كما تقول : اللَّه أَكْبَرُ ، دون مقايسة .

وقوله سبحانه : { سَأُوْرِيكُمْ دَارَ الفاسقين }[ الأعراف :145 ] .

الرؤية هنا : رؤيةُ عَيْن ، هذا هو الأظهر ، إِلا أن المعنى يتضمَّن الوعد للمؤمنين ، والوعِيدَ للفاسقين ، و{ دارٌ الفاسقين } قيل : هي مِصْرُ ، والمراد آل فرعون ، وقيل : الشام ، والمراد العَمَالِقَةُ ، وقيل : جَهَنَّم ، والمرادُ الكَفَرَةُ بموسى ، وقيل غير هذا ممَّا يفتقرُ إِلى صحة إِسناد .