قوله : { وكتبنا له في الألواح من كل شيء } ، إلى قوله : { ما كانوا يعملون }[ 145-147 ] .
المعنى : وكتبنا لموسى{[25230]} في ألواحه{[25231]} { من كل شيء } ، من{[25232]} التذكير والتنبيه على نعم الله ، ( تعالى{[25233]} ) ، وعظمته وسلطانه ومن المواعظ لقومه ومن الأمر بالعمل بما فيها ، { وتفصيلا لكل شيء } أي : تبيينا لكل شيء من أمر الله ( سبحانه{[25234]} ) في الحلال والحرام{[25235]} .
ومعنى : { من كل شيء } ، ( أي{[25236]} ) : من كل شيء يحتاج إليه من أمر الدين{[25237]} .
قال ابن عباس : إن موسى ( عليه السلام{[25238]} ) ، لما كَرَبَهُ الموت ، قال : هذا من أجل آدم ! أنزلنا هاهنا ! قال{[25239]} الله{[25240]} : يا موسى ، أبعث إليك آدم فتخاصمه ؟ قال : نعم ! فلما بعث الله ، جل وعز ، آدم عليه السلام ، سأله موسى ، ( عليه السلام{[25241]} ) ، فقال أبونا آدم ( عليه السلام{[25242]} ) ، : يا موسى ، سألت الله أن يبعثني إليك ! قال موسى : لولا أنت لم نكن هاهنا ! قال له آدم ( عليه السلام{[25243]} ) : [ أليس{[25244]} ] قد أتاك{[25245]} الله من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء أفلست{[25246]} تعلم أن { ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها{[25247]} } ، قال{[25248]} موسى : نعم{[25249]} ، فخصمه{[25250]} ( آدم ( عليه السلام{[25251]} ) .
قوله{[25252]} : { بقوة }[ 145 ] .
أي : بجد{[25253]} .
وقيل : بالطاعة{[25254]} .
ف : " الهاء " {[25255]} في " خذها " و " أحسنها " ، تعود على { الالواح }{[25256]} .
وقيل : على " التوراة " {[25257]} .
{ وامر قومك ياخذوا بأحسنها }[ 145 ] .
أي : بأحسن ما يجدون فيها ، وذلك أن يعملوا بما أمرهم ولا يعملوا بما نهاهم /عنه{[25258]} .
فمعنى { بأحسنها } : ليس أنهم يتركون شيئا من الحسن ، إنما يعملون بالمعروف ولا يعملون بالمنكر .
وقيل المعنى : { بأحسنها{[25259]} } لهم ، وهو العمل بما أمروا به ، والانتهاء عما نهوا .
وقيل : ليس أفعل للتفضيل ، إنما هو [ بمعنى{[25260]} ] اسم الفاعل ، كما قيل : " الله أكبر " بمعنى : كبير . فالمعنى : يأخذوا بالحسن من ناحيتها وجنسها وما يدخل تحتها ( به ){[25261]} .
وقيل إن المعنى : { وامر قومك } يعملون بأحسن ما هو لهم مطلق مثل : { ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل{[25262]} } . ثم قال : { ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الامور{[25263]} } . فالانتقام جائز ، ( والعفو جائز{[25264]} ) ، والعفو أحسن ، فكذلك أمروا أن يعملوا بأحسن ما أبيح لهم فعله .
وقيل المعنى{[25265]} : إن التوراة كلها حسنة لكن فيها : أقاصيص الإحسان ، والإساءة والطاعة ، والمعصية ، والعفو ، والنقمة ، فأمروا أن يأخذوا بأحسن هذه الأفعال التي نُصَّتْ عليهم . ومنه قوله : { يستمعون القول فيتبعون أحسنه{[25266]} } . فإن قيل : إن فيها حكاية الكفر ، والشرك ، " وأفعل " يوجب التفضيل ، فهل في هذا حسن دون غيره ، فذلك جائز كما قال : { ولعبد مومن خير من مشرك{[25267]} } .
وقوله : { سأوريكم دار الفاسقين }[ 145 ] .
( هو{[25268]} ) تهديد وتوعد لمن لم يأخذ بأحسنها وخالف ما فيها{[25269]} ، والكلام دل على ذلك .
و{ دار الفاسقين } : النار . وهو قول مجاهد{[25270]} ، والحسن{[25271]} .
وقال قتادة : { دار الفاسقين } : منازل الكافرين الذين سكنوا قبلهم من الجبابرة والعمالقة ، وهي الشام{[25272]} .
وقيل المعنى : { سأوريكم دار [ الفاسقين ]{[25273]} } ، فرعون وقومه ، وهي مصر{[25274]} .
قال ابن جبير{[25275]} : رفعت لموسى ، ( عليه السلام{[25276]} ) ، ( حتى{[25277]} ) نظر إليها{[25278]} .
قال قتادة : { دار الفاسقين } ، منازلهم التي كانوا يسكنونها تحت يدي فرعون{[25279]} .
وقيل المعنى : { سأوريكم } مصير الفاسقين في الآخرة ، وما أعد لهم من أليم{[25280]} العذاب{[25281]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.