قوله{[25727]} : { وسئلهم{[25728]}عن القرية ( التي كانت حاضرة البحر ){[25729]} ، إلى قوله : { لعلهم يتقون }[ 163 ، 164 ] .
{ إذ } : في موضع نصب بالسؤال ، أي : واسألهم عن وقت عدوانهم{[25730]} .
أضيف الظرف عند سيبويه لكثرة الاستعمال{[25731]} .
وهو عند المبرد مضاف إلى المصدر محمول على المعنى{[25732]} .
وهو عند الزجاج على الحكاية{[25733]} .
والعامل في الظرف الفعل الذي بعده{[25734]} .
ومعنى الآية : واسأل ، يا محمد ، هؤلاء اليهود الذين{[25735]} يجاورنك ، عن أمر { القرية التي كانت حاضرة البحر }[ 163 ] .
أي : بقربه{[25736]}/وشاطئه{[25737]} .
قال الكلبي : ذكر لنا أنهم كانوا في زمن داود ، ( عليه السلام{[25738]} ) ، وهي : أيلة{[25739]} ، وهو مكان كان تجتمع فيه الحيتان في شهر من السنة كهيئة العيد{[25740]} ، يأتيهم منها حتى لا يرى{[25741]} الماء ، وتأتيهم في غير ذلك من الشهور في كل سبت{[25742]} كما تأتيهم{[25743]} في ذلك الشهر ، فلا يمسوا منها شيئا . فعمد رجال من سفهاء تلك القرية ، فأخذوا الحيتان ليلة السبت ويوم السبت ، فملحوا وباعوا ، ولم ينزل بهم عقوبة ، فاستبشروا ، وقالوا : إنا نرى السبت قد حُلَّ ، وذهبت حرمته ، إنما كان يعاقب به آباؤنا ، فعملوا ذلك سنين ، حتى أثروا ، وتزوجوا النساء ، واتخذوا الأموال . فمشى إليهم طوائف صالحون فوعظوهم ، وقالوا : يا قوم ، انتهكتم حرمة سبتكم ، ووعظوهم فلم يتعظوا{[25744]} .
وسؤاله ، ( صلى الله عليه وسلم ) ، إياهم إنما كان على جهة التقرير{[25745]} لهم والتبكيت ، ويذكرهم بقديم كفرهم وفسقهم ، وقد كان الله ( عز وجل{[25746]} ) ، أعلمه بأمر القرية{[25747]} .
قال ابن عباس ، وعكرمة هي : " أيلة " ، وكان ذلك في زمن داود ، ( عليه السلام{[25748]} ) ، وكذلك قال السدي ، وغيره{[25749]} .
وقال قتادة : هي ساحل مدين{[25750]} .
[ قال ابن زيد : هي قرية{[25751]} ] يقال لها " مقنا " {[25752]} ، بين مدين وعَيْنُوناً{[25753]} .
وقال ابن شهاب{[25754]} : هي : طبرية{[25755]} .
وعن ابن عباس أيضا : أنها مدين{[25756]} .
وأما قوله : { واضرب لهم مثلا أصحاب القرية{[25757]} } ، فأكثرهم على أنها أنطاكية{[25758]} .
ومعنى : { إذ يعدون[ في السبت ]{[25759]} }[ 163 ] .
أي : [ إذ{[25760]} ] يعتدون إلى ما حرم الله ( عز وجل{[25761]} )
[ و " العدوان " : التجاوز إلى ما حرم الله ]{[25762]} .
وكان الله تعالى ذكره ، قد حرم عليهم السبت ، فكانت الحيتان تقل في سائر الأيام ، وتكثر في يوم السبت . ابتلاهم الله ( تعالى{[25763]} ) ، بذلك فاصطادوا{[25764]} فيه وتركوا ما حرم الله عليهم ، فتجاوزوا الحق ، فكانت تأتيهم يوم سبتهم ، { شرعا }[ 163 ] .
أي : ظاهرة على الماء{[25765]} .
وقال ابن عباس { شرعا } : من كل مكان{[25766]} .
يقال : سبت يسبت : إذا استراح{[25767]} .
وقرأ الحسن : " ويوم لا يُسبتون " ، بضم الياء ، من " أسبت القوم " ، إذا دخلوا في السبت{[25768]} .
وروي ذلك عن{[25769]} أبي بكر عن عاصم{[25770]} ، كما يقال : " أهللنا " ، دخلنا في الهلال ، و " أجمعنا " مرت{[25771]} بنا جمعة{[25772]} .
أي : نختبرهم{[25773]} .
قال قتادة : ذُكِر لنا أنه دُخِل على ابن عباس ، وبين يديه المصحف ، وهو يبكي ، وقد أتى على هذه الآية : { فلما نسوا ما ذكروا به }[ 165 ] ، الآية . فقال : قد علمت أن الله تعالى{[25774]} ، أهلك الذين أخذوا الحيتان ، ونجى الذين نهوهم ، ولا أدري ما الذي صنع بالذين لم ينهوا ، ولم يواقعوا المعصية{[25775]} .
قال الحسن : وأي نهي يكون أبين من أنهم أثبتوا لهم الوعيد ، وخوفوهم{[25776]} العذاب ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.