بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَسۡـَٔلۡهُمۡ عَنِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلَّتِي كَانَتۡ حَاضِرَةَ ٱلۡبَحۡرِ إِذۡ يَعۡدُونَ فِي ٱلسَّبۡتِ إِذۡ تَأۡتِيهِمۡ حِيتَانُهُمۡ يَوۡمَ سَبۡتِهِمۡ شُرَّعٗا وَيَوۡمَ لَا يَسۡبِتُونَ لَا تَأۡتِيهِمۡۚ كَذَٰلِكَ نَبۡلُوهُم بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ} (163)

قوله تعالى :

{ وَاسْأَلْهُمْ عَنِ القرية التي كَانَتْ حَاضِرَةَ البحر } واسمها أيلة وذلك أن اليهود قالوا : نحن من أبناء إبراهيم صلى الله عليه وسلم فلا يعذبنا الله تعالى إلا مقدار عبادة العجل فقال الله تعالى : { وَاسْأَلْهُمْ عَنِ القرية } يعني : أهل القرية التي كانت حاضرة البحر كيف عذبهم الله تعالى بذنوبهم .

ثم أخبر عن ذنوبهم فقال تعالى : { إِذْ يَعْدُونَ فِي السبت } يعني : أنهم استحلوا الصيد في يوم السبت . وقال : يعتدون في يوم السبت . وأصل الاعتداء هو الظلم . يقال : عدوت على فلان إذا ظلمته واعتديت عليه .

ثم قال : { إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا } يعني : يوم استراحتهم شوارع في الماء وهو جمع الشارع { وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ } يعني : إذا لم يكن يوم السبت ويوم الراحة لا تأتيهم . وإنما تمّ الكلام عند قوله : { تَأْتِيَهُمُ } ثم ابتدأ فقال : { كذلك نَبْلُوهُم } يعني : هكذا نختبرهم . وقال بعضهم : إنّما يتم الكلام عند قوله : { وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ } { كذلك } يعني : لا تأتيهم كما تأتيهم يوم السبت لأن في يوم السبت تأتيهم الحيتان شارعات من أسفل الماء إلى أعلاه وفي سائر الأيام يأتيهم القليل ، ولا يأتيهم كما يأتيهم في يوم السبت .

ثم ابتداء الكلام فقال : { كذلك نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } يعني : نختبرهم بما كانوا يعصون الله تعالى .