مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَهۡطِيٓ أَعَزُّ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَٱتَّخَذۡتُمُوهُ وَرَآءَكُمۡ ظِهۡرِيًّاۖ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ} (92)

وإنما قال : { أرهطي أعز عليكم من الله } والكلام واقع فيه وفي رهطه وأنهم الأعزة عليهم دونه ، لأن تهاونهم به وهو نبي الله تهاون بالله ، وحين عز عليهم رهطه دونه كان رهطه أعز عليهم من الله ألا ترى إلى قوله تعالى { من يطع الرسول فقد أطاع الله { } [ النساء : 80 ] } واتخذتموه وَرَاءكُمْ ظِهْرِيّاً } ونسيتموه وجعلتموه كالشيء المبنوذ وراء الظهر لا يعبأ به والظهري منسوب إلى الظهر والكسر من تغييرات النسب كقولهم في النسبة إلى الأمس أمسى { إِنَّ رَبّى بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } قد أحاط بأعمالكم علماً فلا يخفى عليه شيء منها .