بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَهۡطِيٓ أَعَزُّ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَٱتَّخَذۡتُمُوهُ وَرَآءَكُمۡ ظِهۡرِيًّاۖ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ} (92)

ثمّ { قَالَ } لهم شعيب عليه السلام : { قَالَ ياقوم أَرَهْطِى أَعَزُّ عَلَيْكُم مّنَ الله } يعني : حرمة قرابتي أعظم عندكم من حرمة الله تعالى ؟ ويقال خوفكم من عقوبة قرابتي أكبر من خوف الله . ويقال : عشيرتي أعظم عليكم من كتاب الله تعالى ، ومن أمره ؟ { واتخذتموه وَرَاءكُمْ ظِهْرِيّاً } يقول : تركتم أمر الله تعالى وراءكم ، خلف ظهوركم ، وتعظمون أمر رهطي ، وتتركون تعظيم الله تعالى ، ولا تخافونه ؟ وهذا قول الفراء . وقال الزجاج : معناه : اتخذتم أمر الله { وراءكم ظهرياً } ، أي نبذتموه وراء ظهوركم ، والعرب تقول : لكل من لا يعبأ بأمر قد جعل فلان هذا الأمر بظهره . وقال الأخفش ، وراءكم ظهرياً ، يقول : لم تلتفوا إليه .

{ إِنَّ رَبّى بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } يعني : عالماً بأعمالكم ، من نقصان الكيل والوزن ، وغيره . والإحاطة : هي إدراك الشيء بكماله .