مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{۞وَأَيُّوبَ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرۡحَمُ ٱلرَّـٰحِمِينَ} (83)

{ وَأَيُّوبَ } أي واذكر أيوب { إِذْ نادى رَبَّهُ أَنّى } أي دعا بأني { مَسَّنِىَ الضر } الضر بالفتح الضرر في كل شيء وبالضم الضرر في النفس من مرض أو هزال { وَأَنتَ أَرْحَمُ الرحمين } ألطف في السؤال حيث ذكر نفسه بما يوجب الرحمة وذكر ربه بغاية الرحمة ولم يصرح بالمطلوب فكأنه قال : أنت أهل أن ترحم وأيوب أهل أن يرحم فارحمه واكشف عنه الضر الذي مسه . عن أنس رضي الله عنه : أخبر عن ضعفه حين لم يقدر على النهوض إلى الصلاة ولم يشتك وكيف يشكو من قيل له { إِنَّا وجدناه صَابِراً نّعْمَ العبد } [ ص : 44 ] وقيل : إنما شكا إليه تلذذاً بالنجوى لا منه تضرراً بالشكوى ، والشكاية إليه غاية القرب كما أن الشكاية منه غاية البعد