ولما أتم سبحانه ذكر من سخر لهم العناصرالأربعة التي منها الحيوان {[51531]}المحتوم ببعثته تحقيقاً{[51532]} لذلك ، ذكر بعدهم من وقع له أمر من الخوارق يدل على ذلك ، إما بإعادة أو حفظ أو ابتداء ، بدأهم بمن أعاد{[51533]} له ما كان أعدمه من أهل ومال ، وسخر له عنصر الماء في إعادة لحمه وجلده ، لأن الإعادة هي المقصودة بالذات في هذه السورة فقال : { وأيوب } {[51534]}أي واذكر أيوب ، قالوا : وهو ابن أموص{[51535]} بن روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام ، وكان صاحب البثنية{[51536]} من بلاد الشام ، وكان الله قد بسط عليه الدنيا فشكره{[51537]} سبحانه ثم ابتلاه فصبر{[51538]} { إذ نادى ربه } أي المحسن إليه في عافيته وضره بما آتاه{[51539]} من صبره { أني مسني الضر } بتسليطك الشيطان عليّ في بدني وأهلي ومالي وقد طمع الآن في ديني ، وذلك أنه زين لامرأة أيوب عليه السلام أن تأمره{[51540]} أن يذبح لصنم{[51541]} فإنه يبرأ ثم يتوب ، ففطن لذلك وحلف : ليضربنها إن برأ ، وجزع من ذلك ، {[51542]}والشكوى إلى الله تعالى ليست من الجزع فلا تنافي الصبر ، وقال سفيان بن عيينة : ولا من شكا إلى{[51543]} الناس وهو في شكواه راض بقضاء الله تعالى .
وأنت } أي والحال أنك أنت { أرحم الراحمين* } فافعل بي ما يفعل الرحمن بالمضرور ، {[51544]}وهذا تعريض بسؤال الرحمة حيث ذكر نفسه بما يوجب{[51545]} الرحمة ، وربّه بأبلغ صفاتها ولم يصرح ، فكان ذلك ألطف في السؤال ، فهو أجدر بالنوال
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.