مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{قُلۡ مَا يَعۡبَؤُاْ بِكُمۡ رَبِّي لَوۡلَا دُعَآؤُكُمۡۖ فَقَدۡ كَذَّبۡتُمۡ فَسَوۡفَ يَكُونُ لِزَامَۢا} (77)

{ قل ما يعبأ بكم ربّي لولا دعاؤكم } «ما » متضمنة لمعنى الاستفهام وهي في محل النصب ومعناه ما يصنع بكم ربي لولا دعاؤه إياكم إلى الإسلام أو لولا عبادتكم له أي أنه خلقكم لعبادته كقوله : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } [ الذاريات : 56 ] أي الاعتبار عند ربكم لعبادتكم . أو ما يصنع بعذابكم لولا دعاؤكم معه آلهة ، وهو كقوله تعالى : { ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم } [ النساء : 147 ] فقد كذّبتم } رسولي يا أهل مكة { فسوف يكون } العذاب { لزاماً } أي ذا لزام أو ملازماً وضع مصدر لازم موضع اسم الفاعل ، وقال الضحاك : ما يعبأ ما يبالي بمغفرتكم لولا دعاؤكم معه إلهاً آخر .