النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قُلۡ مَا يَعۡبَؤُاْ بِكُمۡ رَبِّي لَوۡلَا دُعَآؤُكُمۡۖ فَقَدۡ كَذَّبۡتُمۡ فَسَوۡفَ يَكُونُ لِزَامَۢا} (77)

قوله تعالى : { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي } فيه وجهان :

أحدهما : ما يصنع ، قاله مجاهد وابن زيد .

الثاني : ما يبالي ، قاله أبو عمرو بن العلاء .

{ لَوْلاَ دُعاؤُكُمْ } فيه وجهان :

أحدهما : لولا عبادتكم وإيمانكم به ، والدعاء العبادة .

الثاني : لولا دعاؤه لكم إلى الطاعة ، قاله مجاهد .

ويحتمل ثالثاً : لولا دعاؤكم له إذا مسكم الضر وأصابكم السوء رغبة إليه وخضوعاً إليه .

{ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ } فيه وجهان :

أحدهما : كذبتم برسلي .

الثاني : قصرتم عن طاعتي مأخوذ من قولهم قد كذب في الحرب إذا قصّر .

{ لِزَاماً } فيه أربعة أوجه :

أحدها : أنه عذاب الدنيا وهو القتل يوم بدر ، قاله ابن مسعود وأُبي .

الثاني : عذاب الآخرة في القيامة ، قاله قتادة .

الثالث : أنه الموت ، قاله محمد بن كعب ومنه قول الشاعر :

يولي عند حاجتها البشير *** ولم أجزع من الموت اللزام

الرابع : هو لزوم الحجة في الآخرة على تكذيبهم في الدنيا ، قاله الضحاك ، وأظهر الأوجه : أن يكون اللزام الجزاء للزومه ، والله أعلم .