محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{قُلۡ مَا يَعۡبَؤُاْ بِكُمۡ رَبِّي لَوۡلَا دُعَآؤُكُمۡۖ فَقَدۡ كَذَّبۡتُمۡ فَسَوۡفَ يَكُونُ لِزَامَۢا} (77)

{ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ } أي لا يبالي بكم لا يبقيكم إلا إذا عبدتموه وآمنتم به وحده . فالدعاء بمعنى العبادة ، كما مر .

ثم أشار إلى أنه كيف يمكن العبء بهم ، أو يتصور ، وقد وجد منهم من ينافيه ، بقوله تعالى : { فَقَدْ كَذَّبْتُمْ } أي بما جاءكم من الحق . أي وقد تلي عليكم سنة من كذب وأصر { فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا } ( اللزام ) مصدر مؤول باسم الفاعل أتى به للمبالغة . أي فسوف يكون هذا النبأ أو الذكر الحكيم ، أو الأمر الجليل ، أمر الرسالة ، لازما وثابتا . يفتح من الحق رتاجا . وتدخل الناس في دين الله أفواجا . ولقد صدق الله وعده . ونصر عبده وأعز جنده . وهزم الأحزاب وحده . نسأله تعالى خير ما عنده .

ختام السورة:

تم هذا الجزء بحمده تعالى ، ضحوة السبت في 8 صفر الخير ، في سدة جامع السنانية ، بدمشق عام – 1325 – بيد جامعه الفقير محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم بن صالح ، القاسمي الدمشقي عفا عنه مولاه . آمين .

تم الجزء الثاني عشر ، ويليه إن شاء الله تعالى ، الجزء الثالث عشر ، وفيه تفسير : ( 26 – الشعراء ، 28 – النمل ، 28 – القصص ، 29 – العنكبوت ، 30 – الروم ، ، 31 – لقمان ، 32 – السجدة ، 33 – الأحزاب ) .