محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{يَوۡمَ يَدۡعُوكُمۡ فَتَسۡتَجِيبُونَ بِحَمۡدِهِۦ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثۡتُمۡ إِلَّا قَلِيلٗا} (52)

[ 52 ] { يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا 52 } .

[ 50 ] { * قل كونوا حجارة أو حديدا 50 } .

قل كونوا حجارة أو حديدا * أو خلقا مما يكبر في صدوركم } أي يعظم في نفوسكم عن قبول الحياة ويعظم في زعمكم على الخالق إحياؤه . فإنه يحييكم ولا يعجزه بعثكم . فكيف ، إذا كنتم عظاما مرفوتة وقد كانت موصوفة بالحياة قبل ، والشيء أقبل لما عهد فيه مما لم يعهد { فسيقولون } أي بعد لزوم الحجة عليه { من يعيدنا ، قل الذي فطركم أول مرة ، فسينغضون إليك رؤوسهم } أي يحركونها برفع وخفض ، تعجبا واستهزاء { ويقولون متى هو } أي ما ذكرته من الإعادة { قل عسى أن يكون قريبا * يوم يدعوكم فتستجيبون } أي يوم يبعثكم فتنبعثون . قال القاضي : استعار لهما الدعاء والاستجابة ، للتنبيه على سرعتهما وتيسر أمرهما . وإن المقصود منهما الإحضار للمحاسبة والجزاء . انتهى .

وقيل : إنهما حقيقة كما في آية{[5395]} : { يوم يناد المناد من مكان قريب } وفي قوله { يوم يدعوكم } وجوه للمعربين . ككونه بدلا من { قريبا } على أنه ظرف . أو منصوب ب { يكون } أو بمقدر ك ( اذكر ) أو ( تبعثون ) . وقوله تعالى : { بحمده } أي وله الحمد على ما أحضركم للجزاء وتحقق وعده الصدق { وتظنون إن لبثتم إلا قليلا } أي تستقصرون مدة لبثكم في القبور والمضاجع . لذهولكم على ذلك الزمان . أو في الحياة الأولى ، لاستقصاركم إياها ، بالنسبة إلى الحياة الآخرة .


[5395]:[50 / ق / 41].