التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَوۡمَ يَدۡعُوكُمۡ فَتَسۡتَجِيبُونَ بِحَمۡدِهِۦ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثۡتُمۡ إِلَّا قَلِيلٗا} (52)

قوله تعالى { يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا }

أخرج الطبري بسنده الحسن من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله { يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده } يقول : بأمره .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : { يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده } أي : بمعرفته وطاعته .

قال ابن كثير وقوله { يوم يدعوكم أي : الرب تعالى { إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون } سورة الروم : 25 ، أي إذا أمركم بالخروج منها فإنه لا يخالف ولا يمانع ، بل كما قال : { وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر } سور القمر : 50 ، { إنما قولنا لشيء إذا أردنا أن نقول له كن فيكون } سورة النحل : 40 ، وقال { فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة } سورة النازعات : 13-14 ، أي : إنما أمر واحد بانتهار فإذا الناس قد خرجوا من باطن الأرض إلى ظاهرها كما قال : { يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده } أي : تقومون كلكم إجابة لأمره وطاعة لإرادته .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { وتظنون إن لبثتم إلا قليلا } : أي في الدنيا ، تحاقرت الدنيا في أنفسهم وقلت ، حين عاينوا يوم القيامة .