قوله تعالى : { يَوْمَ يَدْعُوكُمْ } : فيه أوجهٌ : أحدُها : أنه بدلٌ من " قريباً " ، إذا اَعْرَبْنا " قريباً " ظرفَ زمان كما تقدم . الثاني : أنه منصوبٌ ب " يَكونَ " قاله أبو البقاء ، وهذا مَنْ يُجيز إعمالَ الناقصةِ في الظرفِ ، وإذا جَعَلْناها تامَّةً فهو معمولٌ لها عند الجميع . الثالث : أنه منصوبٌ بضميرِ المصدرِ الذي هو اسمُ " يكون " أي : عسى أن يكونَ العَوْدُ يوم يَدْعوكم . وقد منعه أبو البقاء قال : " لأنَّ الضميرَ لا يعمل " يعني عند البصريين ، وأمَّا الكوفيون فيُعملون ضميرَ المصدرِ كمُظْهِرِه فيقولون : مروري بزيدٍ حَسَنٌ ، وهو بعمروٍ قبيحٌ " وعندهم متعلِّق ب " هو " لأنَّه ضمير المرور ، وأنشدوا قول زهير على ذلك :
وما الحربُ إلا ما عَلِمْتُمْ وذُقْتُمْ *** وما هو عنها بالحديثِ المُرَجَّمِ
ف " هو " ضميرُ المصدرِ ، وقد تَعَلَّق به الجارُّ بعده ، والبصريون يُؤَوِّلونه . الرابع : أنه منصوبٌ بفعلٍ مقدر ، أي : اذكُرْ يومَ يَدْعوكم . الخامس : أنه منصوبٌ بالبعثِ المقدَّر ، قالهما أبو البقاء .
قوله : بحَمْدِه " فيه قولان ، أحدُهما : أنها حالٌ ، أي : تستجيبون حامِدِين ، أي : منقادين طائعين . والثاني : أنها متعلقةٌ ب " يَدْعوكم " قاله أبو البقاء وفيه قَلَقٌ .
قوله : { إِن لَّبِثْتُمْ } " إنْ " نافيةٌ ، وهي معلِّقَةٌ للظنِّ عن العمل ، وقلَّ مَنْ يذكرُ " إنْ " النافيةَ ، في أدواتِ تعليق هذا الباب . و " قليلاً " يجوز أن يكونَ نعتَ زمانٍ أو مصدرٌ محذوفٌ ، أي : إلا زماناً قليلاً ، أو إلا لُبْثاً قليلاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.