الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَقُل رَّبِّ أَدۡخِلۡنِي مُدۡخَلَ صِدۡقٖ وَأَخۡرِجۡنِي مُخۡرَجَ صِدۡقٖ وَٱجۡعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلۡطَٰنٗا نَّصِيرٗا} (80)

وقوله سبحانه : { وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ } [ الإسراء : 80 ] .

ظاهر الآية : والأحْسَنُ أن يكون دعا عليه السلام في أن يحسِّن اللَّه حالته في كلِّ ما يتناول من الأمور ويحاولُ من الأسفار والأعمال ، وينتظر من تصرُّف المقادير في المَوْت والحياة ، فهي على أتمِّ عمومٍ ، معناه : ربِّ ، أصْلِحْ لي وِرْدِي في كلِّ الأمور ، وَصَدَري ، وذهب المفسِّرون إِلى تخصيص اللفْظِ ، فقال ابن عبَّاس وغيره : أدْخِلْنِي المدينة ، وأخرجني من مكَّة ، وقال ابن عباس أيضاً : الإِدخال بالمَوْت في القبرِ ، والإِخراج : البعث ، وقيل غير هذا ، وما قدَّمت من العموم التَّامِّ الذي يتناول هذا كلَّه أصوبُ ، «والصِّدق » ؛ هنا صفة تقتضي رفْعَ المذامِّ واستيعاب المَدْح ، { واجعل لِّي مِن لَّدُنْكَ سلطانا نَّصِيرًا } قال مجاهدٌ : يعني حجَّةً تنصرني بها على الكفَّار .