محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَغۡرِبَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَغۡرُبُ فِي عَيۡنٍ حَمِئَةٖ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوۡمٗاۖ قُلۡنَا يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمۡ حُسۡنٗا} (86)

{ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ }

أي أقصى ما يسلك فيه من الأرض من ناحية المغرب ، وهو مغرب الأرض { وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ } أي ذات حمأة وهو الطين الأسود ، وقرئ ( حامية ) أي حارة . وقد تكون جامعة للوصفين و { وجد } يكون بمعنى ( رأى ) لما ذكره الراغب { وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا } أي أمة . ثم أشار تعالى إلى أنه مكنه منهم ، وأظهره بهم ، وحكمه فيهم ، وجعل له الخيرة في شأنهم ، بقوله : { قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ } أي بالقتل وغيره { وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا } بالعفو .