تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَغۡرِبَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَغۡرُبُ فِي عَيۡنٍ حَمِئَةٖ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوۡمٗاۖ قُلۡنَا يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمۡ حُسۡنٗا} (86)

الآيتان85و86 : وقوله تعالى : { حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة } { وجدها تغرب في عين حمئة } كأنه أراد ، وطلب أن يعرف أنها أين تغرب ؟ حين{[11809]} قال : { حمئة } وفيه لغتان{[11810]} : حمئة وحامئة . قالوا : من قرأها حامية أراد في عين حارة ، ومن قرأ { حمئة } مهموزة بغير ألف أراد الحمأة ، وهي الطينة السوداء ، والله أعلم بذلك وقوله تعالى : { ووجد عندها قوما } قال بعضهم : كانوا كفارا ومؤمنين الفريقان جميعا . فقال في الكفار : { إما أن تعذب } وهو القتل . وقال في المؤمنين : { وإما أن تتخذ فيهم حسنا }( الكهف : 86 ) ليس على التخيير ، ولكن على الحكم في كل فريق على حدة . وقال بعضهم : كانوا كلهم كفار ، فيكون تأويله : { إما أن تعذب } إذا لم يجيبوك ، { وإما أن تتخذ فيهم حسنا } إذا أجابوك ، وآمنوا بالله .


[11809]:في الأصل و.م: حيث.
[11810]:انظر معجم القراءات القرآنية ج4/9.