{ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ } قرأ العبادلة : عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن الزبير ، والحسن ، وأبو جعفر ، وابن عامر وأيوب ، وأهل الكوفة : ( حامية ) بالألف ، أي حارة . ويدل عليه ما [ أخبرنا عبد الله بن حامد عن أحمد بن عبد الله بن سليمان عن عثمان بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون عن سفيان بن الحسين عن الحكم ابن عيينة عن ] إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذرّ قال : كنت ردف النبّي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا أبا ذر أين تغرب هذه ؟ " . قلت : الله ورسوله أعلم . قال : " فإنها تغرب في عين حامية " .
وقال عبد الله بن عمرو : " نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشمس حين غابت فقال : " في نار الله الحامية ، في نار الله الحامية فلولا ما يزعمها من أمر الله عزّ وجلّ لأحرقت ما على الأرض " " .
وقرأ الباقون : { حَمِئَةٍ } مهموزة بغير ألف ، يعني : ذات حمأة ، وهي الطينة السوداء . يدل عليه ما روى سعد بن أوس عن مصرع بن يحيى عن ابن عباس قال : أقرأنيها أُبيّ بن كعب كما أقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم { تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ } وقال كعب : أجدها في التوراة : ( في عين سّوداء ) ، فوافق ابن عباس . أبو أسامة عن عمرو بن ميمون قال : سمعت أبا حاضر أو ابن حاضر رجل من الأزد يقول : سمعت ابن عباس يقول : إنّي لجالس عند معاوية إذ قرأ هذه الآية : ( وجدها تغرب في عين حامية ) فقلت : ما نقرؤها إلاّ { حَمِئَةٍ } . فقال معاوية لعبد الله بن عمر : وكيف تقرؤها ؟ قال : كما قرأتها يا أمير المؤمنين . قال ابن عباس : فقلت : في بيتي نزل القرآن . فأرسل معاوية إلى كعب ، فجاءه فقال : أين تجد الشمس تغرب في التوراة يا كعب ؟ قال : أما العربية فأنتم أعلم بها ، وأما الشمس فإنّي أجدها في التوراة تغرب في ماء وطين . قال : فقلت لابن عباس : لو كنت عندكما لانشدت كلاماً تزداد به نصرة في قولك : { حَمِئَةٍ } . قال ابن عباس : فإذن ما هو ؟ فقلت : قول تبع :
قد كان ذو القرنين قبلي مسلماً *** ملِكاً تدين له الملوك وتسجد
بلغ المشارق والمغارب يبتغي *** أسباب أمر من حكيم مرشد
فرأى معاد الشمس عند غروبها *** في عين ذي خلب وثأط حرمد
قال : فقال ابن عباس : ما الخلب ؟ قلت : الطين بكلامهم . قال : فما الثأط ؟ قلت : الحمأة . قال : وما الحرمد ؟ قلت : الأسود . قال : فدعا رجلاً أو غلاماً ، فقال : اكتب ما يقول هذا . وقال أبو العالية : بلغني أن الشمس في عين ، تقذفها العين إلى المشرق .
{ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً } ، يعني ناساً { قُلْنَا يذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ } : إما أن تقتلهم إن لم يدخلوا في الإسلام { وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً } ، أي تعفو وتصفح . وقيل : تأسرهم فتعلّمهم وتبصّرهم الرّشاد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.