محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلۡقُرۡءَانُ جُمۡلَةٗ وَٰحِدَةٗۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَۖ وَرَتَّلۡنَٰهُ تَرۡتِيلٗا} (32)

ثم أشار تعالى إلى مقترح خاص بالتنزيل الكريم ، بقوله :

{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً } أي دفعة واحدة في وقت واحد . وقد بين سبحانه بطلان هذه المماراة الحمقاء بقوله { كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ } أي نقويه به على القيام بأعباء الرسالة ، والنهوض لنشر الحق بين قادة الجهالة . فإن ما يتواتر إنزاله لذلك أبعث للهمة وأثبت للعزيمة وأنهض للدعوة من نزوله مرة واحدة { وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } أي فصلناه تفصيلا بديعا ، لا يُلحق شأوُه ولا يُدرَك أمدُه .

قال القاشاني : الترتيل هو أن يتخلل بين كل نجم وآخر مدة مكن فيها ترسخه في قلبه ، وأن يصير ملكة لا حالا .