الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَيۡهِ ٱلۡقُرۡءَانُ جُمۡلَةٗ وَٰحِدَةٗۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَۖ وَرَتَّلۡنَٰهُ تَرۡتِيلٗا} (32)

{ وَقَالَ الذين كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ القرآن جُمْلَةً وَاحِدَةً } [ الفرقان : 32 ] .

قال ابن عباس وغيره : قالوا في بعض معارضاتهم : لو كان من عند اللّه لنزل جُمْلَةً كالتوراة والإنجيل .

وقوله : { كذلك } يحتمل أَنْ يكونَ من قول الكُفَّارِ إشارةً إلى التوراة والإنجيل ، ويحتمل أَنْ يكون من الكلام المستأنف وهو أولى ، ومعناه : كما نُزِّل أردناه ، فالإشارة إلى نزوله مُتَفَرِّقاً ، والترتيل : التفريق بين الشيء المتتابع ، ومنه تَرْتِيلُ القرآن ، وجعل اللّه تعالى السبب في نزوله متفرقاً تثبيتَ قلب نَبِيِّهِ محمد صلى الله عليه وسلم وأَنْ ينزله في النوازل والحوادث التي قد قَدَّرَهَا وَقَدَّرَ نزوله فيها .