محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَلَّاۤ يَسۡجُدُواْۤ لِلَّهِ ٱلَّذِي يُخۡرِجُ ٱلۡخَبۡءَ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَيَعۡلَمُ مَا تُخۡفُونَ وَمَا تُعۡلِنُونَ} (25)

{ أَلَّا يَسْجُدُوا } أي هلا يسجدون . كما قرئ بذلك . وجوز بعضهم أن يكون معمولا لما قبله . أي فصدهم عن السبيل لئلا يسجدوا ، فحذف الجار مع ( أن ) أو أن تكون ( لا ) مزيدة ، والمعنى : فهم لا يهتدون إلى أن يسجدوا { لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } أي يظهر ما هو مخبوء فيهما من نبات ومعادن وغيرهما { وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } قرئ بالتاء والياء على صيغة الغيبة . والجملة التحضيضية إما مستأنفة من كلامه تعالى ، أو محكية عن قول الهدهد . واستظهر الزمخشري الثاني . قال : لأن في إخراج الخبء أمارة على أنه من كلام الهدهد ، لهندسته ومعرفته الماء تحت الأرض . وذلك بإلهام من يخرج الخبء في السماوات والأرض جلت قدرته ولطف عمله . ولا يكاد يخفى على ذي الفراسة النظار بنور الله ، مخايل كل مختص بصناعة أو فن من العلم ، في روائه ومنطقه وشمائله .