ثم أخبر تعالى عما آتى داود وسليمان من الفضل والملك وسعة السلطان ووفرة الجند وكثرة العدد والعدد ، ببركة إنابتهما وقيامهما بشكر الرب تعالى ، عدة للنبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه المنيبين الشاكرين بنيل مثل ذلك ، وتذكيرا بقدرته على كل شيء ، فقال تعالى : { *ولقد أتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد ( 10 ) } .
{ ولقد آتينا داوود منا فضلا يا جبال أوبي معه } أي رجّعي معه التسبيح و { يا جبال } بدل من { فضلا } أو من { آتينا } بتقدير قولنا ، أو قلنا يا جبال أوّبي معه { والطير } بالرفع والنصب ، عطفا على لفظ الجبال ومحلها . وحمل انتصابه مفعولا معه وأن يعطف على { فضلا } بمعنى وسخرنا له الطير . قال الزمخشري : فإن قلت أي فرق بين هذا النظم وبين أن يقال وآتينا داوود منا فضلا ، تأويب الجبال معه والطير ؟ قلت : كم بينهما ! ألا ترى ما فيه من الفخامة التي لا تخفى ، من الدلالة على عزة الربوبية وكبرياء الإلهية ، حيث جعلت الجبال منزلة العقلاء الذين إذا أمرهم أطاعوا وأذعنوا ، وإذا دعاهم سمعوا وأجابوا ، إشعارا بأنه ما من حيوان وجماد وناطق وصامت ، إلا وهو منقاد لمشيئته غير ممتنع على إرادته . انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.