محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡ أَنَّ لَهُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لِيَفۡتَدُواْ بِهِۦ مِنۡ عَذَابِ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنۡهُمۡۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (36)

[ 36 ] { إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم ( 36 ) } .

{ إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض } من الأموال وغيرها { جميعا ومثله معه ليفتدوا به } أي ليفادوا به أنفسهم { من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم } . وهذا تمثيل للزوم العذاب لهم ، وإنه لا سبيل لهم إلى النجاة منه بوجه .

/ وقد روى البخاري عن أنس قال{[3014]} : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له : أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت تفتدي به ؟ فيقول : نعم . فيقال له : قد كنت سئلت ما هو أيسر من ذلك : أن لا تشرك بي . فيؤمر به إلى النار " . ورواه مسلم{[3015]} وغيره بنحوه .


[3014]:- أخرجه البخاري في: 81- كتاب الرقاق، 49- باب من نوقش الحساب عذب، حديث 1574.
[3015]:- أخرجه مسلم في: 50- كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، حديث 51-52 (طبعتنا).