فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡ أَنَّ لَهُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لِيَفۡتَدُواْ بِهِۦ مِنۡ عَذَابِ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنۡهُمۡۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (36)

{ إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم . يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم } هذا تحذير ووعيد من الله لمن كفر ولم يؤمن بما يجب التصديق به والإذعان له ، ينبئه العليم الخبير أنه حين يرى عقاب الآخرة الذي أعد له يتمنى أن يفتك منه بأية فدية فلا يجد إلى ذلك سبيلا ، إذ حقت عليه الشقوة ، ومضت فيه الكلمة الفصل : ( فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير ) ( {[1744]} ) ، ( ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة . . ) ( {[1745]} ) ؛ ولعل المعنى : لو أن لكل واحد منهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدي به من سوء المصير ما أنجاه ذلك من عذاب السعير ، ويشهد لهذا قول الحق تقدست أسماؤه : ( ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به . . ) ( {[1746]} ) ؛ ويقول جل وعز : ( إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين ) ( {[1747]} ) ؛ وروى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤتى بالرجل من أهل النار فيقال له يا ابن آدم كيف وجدت مضجعك فيقول شر فيقال هل تفتدي بقراب الأرض ذهبا قال فيقول نعم يا رب فيقول الله تعالى كذبت قد سألتك أقل من ذلك فلم تفعل فيؤمر به إلى النار "


[1744]:من سورة الحديد. الآية 15.
[1745]:من سورة الزمر. من الآية 47.
[1746]:من سورة يونس. من الآية 54.
[1747]:من سورة آل عمران.الآية 91.