تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡأَرۡحَامِۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسٞ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدٗاۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسُۢ بِأَيِّ أَرۡضٖ تَمُوتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرُۢ} (34)

الساعة : يوم القيامة .

الغيث : المطر . ما في الأرحام : ما في بطون الحبالى من مواليد .

بهذه الآية العظيمة يختم الله هذه السورة ، فقرر أن ثلاثة من هذه الخمسة لا يعلمها إلا هو وهي : وقت قيام الساعة ، وعدم علمِ أي إنسان ماذا يكسب غداً ، ولا في أي أرضٍ يموت وقال : { وَيُنَزِّلُ الغيث وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرحام } فلم يحصر هذين الأمرين بعلمه . وذلك لسابق علمه أن الإنسان بإعمال عقله يمكنه أن يكتشف أمورا كثيرة . وقد استطاع الإنسان باستعمال عقله والعلم وتوفيق الله أن ينزل المطر في بعض المناطق وإن كان على نطاق ضيق ونفقات عالية ، واستطاع بوساطة الآلات الحديثة أن يعلم نوع الجنين في الأرحام ولا يزال يجهل كثيراً من الأمور . { وَمَآ أُوتِيتُم مِّن العلم إِلاَّ قَلِيلاً . . . . } [ الإسراء : 85 ]

وهكذا تختم هذه السورة بهذا الستار المسدول والعلم العجيب . فتبارك الله خالق القلوب ومنزل هذا القرآن شفاء لما في الصدور ، وهدى ورحمة للعالمين .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡأَرۡحَامِۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسٞ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدٗاۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسُۢ بِأَيِّ أَرۡضٖ تَمُوتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرُۢ} (34)

قوله :{ إن الله عنده علم الساعة } الآية نزلت في الحارث بن عمرو ، بن حارثة ، بن محارب ، ابن حفصة ، من أهل البادية " أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الساعة ووقتها وقال : إن أرضنا أجدبت فمتى ينزل الغيث ؟ وتركت امرأتي حبلى ، فمتى تلد ؟ وقد علمت أين ولدت فبأي أرض أموت ؟ فأنزل الله هذه الآية : { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت " . وقرأ أبي بن كعب : بأية أرض ، والمشهور : بأي أرض لأن الأرض ليس فيها من علامات التأنيث شيء . وقيل : أراد بالأرض المكان . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنبأنا محمد بن يوسف ، أنبأنا محمد بن إسماعيل ، أنبأنا عبد العزيز بن عبد الله ، أنبأنا إبراهيم ابن سعد ، أنبأنا ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مفاتيح الغيب خمس : إن الله عنده علم الساعة ، وينزل الغيث ، ويعلم ما في الأرحام ، وما تدري نفس ماذا تكسب غداً ، وما تدري نفس بأي أرض تموت " . { إن الله عليم خبير } .