تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡأَرۡحَامِۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسٞ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدٗاۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسُۢ بِأَيِّ أَرۡضٖ تَمُوتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرُۢ} (34)

{ إن الله عنده علم الساعة } نزلت في رجل اسمه الوارث بن عمرو بن حارثة بن محارب من أهل البادية آتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن أرضنا أجدبت فمتى الغيث ؟ وتركت امرأتي حبلى فماذا تلد ؟ وقد علمت أين ولدت ، فبأي أرض أموت ؟ وقد علمت ما عملت اليوم ، فما أعمل غدا ؟ ومتى الساعة ؟ فأنزل الله تبارك وتعالى في مسألة المحاربي :{ إن الله عنده علم الساعة } يعني يوم القيامة لا يعلمها غيره ، { وينزل الغيث } يعني المطر ، { ويعلم ما في الأرحام } ذكرا ، أو أنثى ، أو غير سوى ، { وما تدري نفس } بر ، وفاجر ، { ماذا تكسب غدا } من خير وشر ، { وما تدري نفس بأي أرض تموت } في سهل ، أو جبل ، في بر ، أو بحر ، { إن الله عليم خبير } آية بهذا كله مما ذكر في هذه الآية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" أين السائل عن الساعة" ؟ فقال المحاربي : ها أنذا ، فقرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية .