جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡأَرۡحَامِۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسٞ مَّاذَا تَكۡسِبُ غَدٗاۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسُۢ بِأَيِّ أَرۡضٖ تَمُوتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرُۢ} (34)

{ إِنَّ اللَّهَ{[4023]} عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ } : علم وقت قيامها عنده لا يعلمه غيره وعنده خبر علم الساعة والجملة خبر إن ، { وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ } ، الظاهر أنه عطف على خبر إن ولا شبهة أن المقصود اختصاص هذا العلم لا محض القدرة على الإنزال واسم الله الجامع إذا وقع مسند إليه ثم بنى عليه الخبر على إرادة تقوى الحكم أفاد تخصيصا لا سيما إذا كان عطفا على المختص كما حققه الزمخشري في مواضع ، { وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ } : أنه ذكر أو أنثى لا يعلم أحد وقت نزول الغيث إلا عند أمر الله به فإنه يعلم حينئذ الملك ومن شاءه من خلقه وكذلك لا يعلم أن ما في الرحم ذكر أو أنثى إلا حين ما أمر بكونه ذكر أو أنثى شقيا أو سعيدا ، { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا } : خيرا أو شرا عطف على جملة إن الله ، أثبت اختصاصه به تعالى على سبيل الكناية على الوجه الأبلغ ، { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } وإن استوفى حيلها وإذا كان حال شيء أخص به فكيف هو من معرفة ما عداهما ، { إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } : فلا يخفى عليه خافية ، وفي الحديث ( مفاتح الغيب خمس ) وتلا هذه الآية{[4024]} .

والحمد لله رب العالين .


[4023]:ولما أثبت قيام القيامة وكرر وبالغ بأن طول الحياة والتمتع بزينتها والشيطان لا ينسيكم اليوم طالت الأعناق إلى العلم ترقبها فقال: {إن الله عنده علم الساعة} /12 وجيز.
[4024]:أخرجاه في الصحيحين من حديث ابن عمر مرفوعا.