{ إِنَّ الله عِندَهُ عِلْمُ الساعة } علمُ وقتِ قيامِها لما رُوي أنَّ الحارثَ بنَ عمروٍ أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال مَتَى السَّاعةُ وإنيِّ قد ألقيتُ حَبَّاتي في الأرضِ فمتى السماءُ تُمطر ؟ وحَمْلُ امرأتِي ذكرٌ أَمْ أُنثى وما أعملُ غداً ، وأينَ أموتُ فنزلتْ . وعنه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ : ( مفاتحُ الغيبِ خمسٌ وتلا هذه الآية{[653]} ) { وَيُنَزّلُ الغيث } في إبَّانهِ الذي قدَّره وإلى محلِّهِ الذي عيَّنه في علمِه ، وقرئ يُنزل من الإنزالِ ، { وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرحام } من ذكرٍ أو أنثى تامَ أو ناقصٍ { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ } من النُّفوسِ { مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً } من خيرٍ أو شرَ وربما تعزمُ على شيءٍ منهما فتفعلُ خلافَه { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيّ أَرْضٍ تَمُوتُ } كما لا تدرِي في أيِّ وقتٍ تموتُ . رُوي : ( أنَّ ملكَ الموتِ مرَّ على سُليمانَ عليه السَّلامُ فجعلَ ينظرُ إلى رجلٍ من جلسائِه . يُديمُ النَّظرَ إليهِ فقال الرَّجُل مَن هذا قالَ مَلَكُ الموتِ فقال كأنه يُريدني فمرِ الرَّيحَ أن تحملَني وتلقيني ببلادِ الهندِ ففعلَ ثم قال المَلَكُ لسليمانَ عليهما السَّلامُ كان دوامُ نظري إليه تعجُّباً منه حيثُ كنت أُمرتُ بأنْ أقبضَ روحَهُ بالهندِ وهو عندَك ) . ونسبةُ العلمِ إلى الله تعالى والدراية إلى العبدِ للإيذانِ بأنَّه إنْ أعملَ حِيلَه وبذلَ في التَّعرفِ وسعَه لم يعرفْ ما هُو لاحقٌ به من كسبهِ وعاقبتِه فكيف بغيرِه مما لم ينُصبْ له دليلٌ عليه . وقرئ بأيَّةِ أرضٍ . وشبَّه سيبويهِ تأنيثَها بتأنيثِ كلَ في كلتهنَّ . { إِنَّ الله عَلِيمٌ } مبالغٌ في العلمِ فلا يعزبُ عن علمِه شيءٌ من الأشياءِ التي من جُملتِها ما ذُكر . { خَبِيرٌ } يعلمُ بواطنَها كما يعلمُ ظواهرَها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.