تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحٗا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِي مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلۡنَٰهُ نُورٗا نَّهۡدِي بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (52)

روحاً من أمرنا : إن هذا القرآن روحٌ تحيا به القلوب ، وتتغذى به الأنفس .

نوراً نهدي به : الناسَ إلى الصراط المستقيم .

ثم ذكر الله تعالى انه كما أوحى إلى الأنبياء قبل محمد فقد أوحى إليه القرآن الكريم ، وما كان محمد قبل ذلك يعلم ما هو القرآن وما الشرائع التي بها هدايةُ البشر وصلاحُهم في الدارَين . ثم خاطبه بهذه العبارة اللطيفة ، { وَإِنَّكَ لتهدي إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحٗا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِي مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلۡنَٰهُ نُورٗا نَّهۡدِي بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (52)

{ وكذلك أوحينا اليك روحا من أمرنا } الروح هنا القرآن والمعنى : مثل هذا الوحي وهو بإرسال ملك أوحينا إليك القرآن والأمر هنا يحتمل أن يكون واحد الأمور أو يكون من الأمر بالشيء . { ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان } المقصود بهذا شيئان :

أحدهما : تعداد النعمة عليه صلى الله عليه وسلم بأن علمه الله ما لم يكن يعلم .

والآخر : احتجاج على نبوته لكونه أتى بما لم يكن يعلمه ولا تعلمه من أحد ، فإن قيل : أما كونه لم يكن يدري الكتاب فلا إشكال فيه وأما الإيمان ففيه إشكال لأن الأنبياء مؤمنون بالله قبل مبعثهم . فالجواب أن الإيمان يحتوي على معارف كثيرة وإنما كمل له معرفتها بعد بعثه وقد كان مؤمنا بالله قبل ذلك فالإيمان هنا يعني : به كمال المعرفة وهي التي حصلت له بالنبوة . { ولكن جعلناه نورا } الضمير للقرآن .