قوله تعالى : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا } يعني : جبريل بأمرنا . ويقال : أوحينا إليك روحاً ، يعني : القرآن . وقال القتبي : الروح روح الأجسام ، ويسمى كلام الله تعالى ، روحاً لأن فيه حياة من الجهل ، وموت الكفر كما قال : { رَفِيعُ الدرجات ذُو العرش يُلْقِى الروح مِنْ أَمْرِهِ على مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التلاق } [ غافر : 15 ] ثم قال : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا } . { مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الكتاب وَلاَ الإيمان } يعني : ما كنت تدري قبل الوحي ، أن تقرأ القرآن ، ولا تدري كيف تدعو الخلق إلى الإيمان .
{ ولكن جعلناه نُوراً } يعني : أنزلنا جبريل بالقرآن . ضياءً من العمى ، وبياناً من الضلالة . فإن قيل سبق ذكر الكتاب والإيمان ثم قال : { ولكن جعلناه نُوراً } ولم يقل جعلناهما ؟ قيل له : لأن المعنى هو الكتاب ، وهو دليل على الإيمان . ويقال لأن شأنهما واحد كقوله : { وَجَعَلْنَا ابن مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وآويناهما إلى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } [ المؤمنون : 50 ] ولم يقل آيتين ويقال : { ولكن جعلناه نُوراً } يعني : الإيمان كناية عنه ، ولأنه أقرب .
{ نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا } يعني : نوفق من نشاء للهدى ، من كان أهلاً لذلك { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إلى صراط مُّسْتَقِيمٍ } يعني : لتدعو الخلق إلى دين الإسلام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.