تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَمَا بَكَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ} (29)

فما بكتْ عليهم السماء : لم تكترث لهلاكهم .

مُنظِرين : مهملين ومؤخرين .

فما حزنتْ عليهم السماءُ ولا الأرض عندما أخذهم العذابُ ولا أُمهلوا لتوبةٍ

أو تداركِ تقصير .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَمَا بَكَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ} (29)

{ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ } أي : لما أتلفهم الله وأهلكهم لم تبك عليهم السماء والأرض أي : لم يحزن عليهم ولم يؤس على فراقهم ، بل كل استبشر بهلاكهم وتلفهم حتى السماء والأرض لأنهم ما خلفوا من آثارهم إلا ما يسود وجوههم ويوجب عليهم اللعنة والمقت من العالمين .

{ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ } أي : ممهلين عن العقوبة بل اصطلمتهم في الحال .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَمَا بَكَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ} (29)

قوله تعالى : { فما بكت عليهم السماء والأرض } وذلك أن المؤمن إذا مات تبكي عليه السلام والأرض أربعين صباحاً ، وهؤلاء لم يكن يصعد لهم عمل صالح ، فتبكي السماء على فقده ، ولا لهم على الأرض عمل صالح فتبكي الأرض عليه .

أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أنبأنا أبو إسحاق الثعلبي ، أنبأنا أبو عبد الله الفنجوي ، حدثنا أبو علي المقري ، حدثنا أبو يعلى الموصلي ، حدثنا أحمد بن إسحاق البصري ، حدثنا مكي بن إبراهيم ، حدثنا موسى بن عبيدة الزيدي ، أخبرني يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من عبد إلا له في السماء بابان باب يخرج منه رزقه ، وباب يدخل فيه عمله ، فإذا مات فقداه وبكيا عليه " ثم تلا : { فما بكت عليهم السماء والأرض } . قال عطاء : بكاء السماء حمرة أطرافها . قال السدي : لما قتل الحسين بن علي بكت عليه السماء ، وبكاؤها : حمرتها . { وما كانوا منظرين } لم ينظروا حين أخذهم العذاب لتوبة ولا لغيرها .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَمَا بَكَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ} (29)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{فما بكت عليهم السماء والأرض}؛ لأنهم لم يصلوا لله في الأرض، ولا كانت لهم أعمال صالحة تصعد إلى السماء؛ لكفرهم.

{وما كانوا منظرين}، لم يناظروا بعد الآيات التسع حتى عذبوا بالغرق...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

فما بكت على هؤلاء الذين غرّقهم الله في البحر، وهم فرعون وقومه، السماء والأرض...

وقيل: إنما قيل:"فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السّماءُ والأرْضُ"؛ لأن المؤمن إذا مات بكت عليه السماء والأرض... ولم تبكيا على فرعون وقومه؛ لأنه لم يكن لهم عمل يَصْعد إلى الله صالح، فتبكي عليهم السماء، ولا مسجد في الأرض، فتبكي عليهم الأرض.

"وَما كانُوا مُنْظَرِينَ": وما كانوا مؤخرين بالعقوبة التي حلّت بهم، ولكنهم عوجلوا بها إذ أسخطوا ربهم عزّ وجلّ عليهم.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي فما بكى عليهم أهل السماء وأهل الأرض بل سُرّوا بذلك، واستبشروا بهلاكهم. فيكون ذكر نفي البكاء لإثبات ضدّه، وهو السرور والفرح، لا لعينه، وذلك جائز في اللغة أن يُذكر نفي الشيء، ويراد به إثبات ضدّه لا عين النفي كقوله تعالى: {فما ربِحت تجارتهم} [البقرة: 16] {فما بكت عليهم السماء والأرض} أي ضحكت، وسُرّت، واستبشرت بهلاكهم لأنهم جميعا أبغضوهم، وعادوهم لادّعائهم ما ادّعوا من الألوهية لفرعون.

وقال بعضهم: {فما بكت عليهم السماء والأرض} يحتمل أن المراد به ما رُوي في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من مؤمن إلا وله باب في السماء يصعد إليه عمله الصالح، وفي الأرض مُصلّى يصلّي فيه، فإذا مات بكى ذلك عليه كذا وكذا يوما] [بنحوه الترمذي 3255] وليس لهم ذلك، فلا يُبكى عليهم.

وجائز أن يكون أيضا قوله تعالى: {فما بكت عليهم السماء والأرض} أي لم يبق لهم أحد يبكي عليهم من الأولاد وغيرهم لأنهم استُؤصلوا جميعا الأولاد وغيرهم، فلم يبك عليهم أحد. فأما سائر الموتى فقد يبقى لهم من يبكي عليهم. لذلك كان ما ذكر والله أعلم.

ويحتمل أن يذكر بكاء السماء إذا عظُم الأمر على التمثيل من نحو موت الملوك والقادة ومن عظُم قدره عندهم، فيُخبر الله عز وجل أن موت فرعون وأتباعه لم يعظم على أهل السماء والأرض لما لا قدر لهم عندهم، والله أعلم.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

لم يكن لهم من القَدْرِ والخَطَرِ ما يتحرك في العالَم بِسببَهم ساكنٌ، أو يسكن متحركٌ فلا الخضراء بسببهم اغبرَّتْ، ولا الغبراءُ لغيبتهم اخضَّرتْ. لم يبقَ منهم عينٌ ولا أثر، ولم يظهر مِنْ قِبَلِهم على قلبِ أحدٍ من عبادِنا أثرٌ. وكيف تبكي السماءُ لفقْدِ من لم تستبشر به من قَبْلُ؟ بعكس المؤمن الذي تُسَرُّ السماءُ بصعود ِعمله إليها، فإنها تبكي عند غيابه وفَقْدِه.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

فيه تهكم بهم وبحالهم المنافية لحال من يعظم فقده: فيقال فيه: بكت عليه السماء والأرض.

وعن الحسن: فما بكى عليهم الملائكة والمؤمنون، بل كانوا بهلاكهم مسرورين، يعني فما بكى عليهم أهل السماء وأهل الأرض

{وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ} لما جاء وقت هلاكهم لم ينظروا إلى وقت آخر، ولم يمهلوا إلى الآخرة، بل عجل لهم في الدنيا.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما جرت العادة بأن العدو قد يستمهله عدوه في بعض الأوقات لمثل وصية وقضاء حاجة فيمهله، أخبر تتميماً لعدم الاكتراث بهم أنهم كانوا دون ذلك فقال: {وما كانوا} ولما كان هذا لكونه خيراً عنهم بعد مضيهم المقصود منه تحذير من بعدهم فقط، لم يذكر التقييد بذلك الوقت بإذن ونحوها دلالة على أن ما كانوا فيه من طويل الإمهال كان كأنه لم يكن لعظم هذا الأخذ بخلاف ما مر في الحجر من التخويف من إنزال الملائكة عليهم، فإن تقييد عدم الإنظار بذلك الوقت لرد السامعين عن طلب إنزالهم فقال تعالى: {منظرين} أي ممهلين عما أنزلنا بهم من المصيبة من ممهل ما لحظه فما فوقها ليتداركوا بعض ما فرطوا فيه وينظروا في شيء مما يهمهم بل كان أخذهم لسهولته علينا في أسرع من اللمح، لم يقدروا على دفاع، فنالهم عذاب الدنيا وصاروا إلى عذاب الآخرة فخسروا الدارين وما ضروا غير أنفسهم.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

تعبير يلقي ظلال الهوان، كما يلقي ظلال الجفاء.. فهؤلاء الطغاة المتعالون لم يشعر بهم أحد في أرض ولا سماء. ولم يأسف عليهم أحد في أرض ولا سماء. وذهبوا ذهاب النمال، وهم كانوا جبارين في الأرض يطؤون الناس بالنعال! وذهبوا غير مأسوف عليهم فهذا الكون يمقتهم لانفصالهم عنه، وهو مؤمن بربه، وهم به كافرون! وهم أرواح خبيثة شريرة منبوذة من هذا الوجود وهي تعيش فيه! ولو أحس الجبارون في الأرض ما في هذه الكلمات من إيحاء؛ لأدركوا هوانهم على الله وعلى هذا الوجود كله ولأدركوا أنهم يعيشون في الكون منبوذين منه، مقطوعين عنه، لا تربطهم به آصرة، وقد قطعت آصرة الإيمان...

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَمَا بَكَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ} (29)

قوله تعالى : " فما بكت عليهم السماء والأرض " أي لكفرهم . " وما كانوا منظرين " أي مؤخرين بالغرق . وكانت العرب تقول عند موت السيد منهم : بكت له السماء والأرض ، أي عمت مصيبته الأشياء حتى بكته السماء والأرض والريح والبرق ، وبكته الليالي الشاتيات . قال الشاعر :

فالريح تبكي شَجْوَهَا *** والبرقُ يلمعُ في الغمامة{[13729]}

وقال آخر{[13730]} :

والشمسُ طالعةٌ ليست بكاسفة *** تُبْكِي عليك نجومُ الليل والقمرا

وقالت الخارجية{[13731]} :

أيا شجرَ الخَابُورِ مالكَ مُورِقًا *** كأنك لم تجزع على ابن طَرِيفِ

وذلك على سبيل التمثيل والتخييل مبالغة في وجوب الجزع والبكاء عليه . والمعنى أنهم هلكوا فلم تعظم مصيبتهم ولم يوجد لهم فقد . وقيل : في الكلام إضمار ، أي ما بكى عليهم أهل السماء والأرض من الملائكة ، كقوله تعالى : " واسأل القرية " [ يوسف : 82 ] بل سروا بهلاكهم ، قاله الحسن . وروى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مؤمن إلا وله في السماء بابان باب ينزل منه رزقه وباب يدخل منه كلامه وعمله فإذا مات فقداه فبكيا عليه - ثم تلا - " فما بكت عليهم السماء والأرض " . يعني أنهم لم يعملوا على الأرض عملا صالحا تبكي عليهم لأجله ، ولا صعد لهم إلى السماء عمل صالح فتبكي فقد ذلك . وقال مجاهد : إن السماء والأرض يبكيان على المؤمن أربعين صباحا . قال أبو يحيى : فعجبت من قوله فقال : أتعجب ! وما للأرض لا تبكي على عبد يعمرها بالركوع والسجود ! وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتسبيحه وتكبيره فيها دوي كدوي النحل ! . وقال علي وابن عباس رضي الله عنهما : إنه يبكي عليه مصلاه من الأرض ومصعد عمله من السماء . وتقدير الآية على هذا : فما بكت عليهم مصاعد عملهم من السماء ولا مواضع عبادتهم من الأرض . وهو معنى قول سعيد بن جبير . وفي بكاء السماء والأرض ثلاثة أوجه : أحدها أنه كالمعروف من بكاء الحيوان . ويشبه أن يكون قول مجاهد . وقال شريح الحضرمي قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء يوم القيامة قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال - هم الذين إذا فسد الناس صلحوا - ثم قال - ألا لا غربة على مؤمن وما مات مؤمن في غربة غائبا عنه بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض - ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم - " فما بكت عليهم السماء والأرض " ثم قال : ألا إنهما لا يبكيان على الكافر ) .

قلت : وذكر أبو نعيم محمد بن معمر قال : حدثنا أبو شعيب الحراني قال حدثنا يحيى بن عبد الله قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني عطاء الخراساني قال : ما من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له يوم القيامة وبكت عليه يوم يموت . وقيل : بكاؤهما حمرة أطرافهما ، قاله علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وعطاء والسدي والترمذي محمد بن علي وحكاه عن الحسن . قال السدي : لما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما بكت عليه السماء ، وبكاؤها حمرتها . وحكى جرير عن يزيد بن أبي زياد قال : لما قتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما احمر له آفاق السماء أربعة أشهر . قال يزيد : واحمرارها بكاؤها . وقال محمد بن سيرين : أخبرونا أن الحمرة التي تكون مع الشفق لم تكن حتى قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما . وقال سليمان القاضي : مطرنا دما يوم قتل الحسين .

قلت : روى الدارقطني من حديث مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الشفق الحمرة ) . وعن عبادة بن الصامت وشداد بن أوس قالا : الشفق شفقان : الحمرة والبياض ، فإذا غابت الحمرة حلت الصلاة . وعن أبي هريرة قال : الشفق الحمرة . وهذا يرد ما حكاه ابن سيرين . وقد تقدم في " الإسراء " {[13732]} عن قرة بن خالد قال : ما بكت السماء على أحد إلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي ، وحمرتها بكاؤها . وقال محمد بن علي الترمذي : البكاء إدرار الشيء فإذا أدرت العين بمائها قيل بكت ، وإذا أدرت السماء بحمرتها قيل بكت ، وإذا أدرت الأرض بغبرتها قيل بكت ؛ لأن المؤمن نور ومعه نور الله ، فالأرض مضيئة بنوره وإن غاب عن عينيك ، فان فقدت نور المؤمن اغبرت فدرت باغبرارها ؛ لأنها كانت غبراء بخطايا أهل الشرك ، وإنما صارت مضيئة بنور المؤمن ، فإذا قبض المؤمن منها درت بغبرتها . وقال أنس : لما كان اليوم الذي دخل فيه النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء كل شيء ، فلما كان اليوم الذي قبض فيه أظلم كل شيء ، وإنا لفي دفنه ما نفضنا الأيدي منه حتى أنكرنا قلوبنا . وأما بكاء السماء فحمرتها كما قال الحسن . وقال نصر بن عاصم : إن أول الآيات حمرة تظهر ، وإنما ذلك لدنو الساعة ، فتدر بالبكاء لخلائها من أنوار المؤمنين . وقيل : بكاؤها أمارة تظهر منها تدل على أسف وحزن .

قلت : والقول الأول أظهر ؛ إذ لا استحالة في ذلك . وإذا كانت السماوات والأرض تسبح وتسمع وتتكلم كما بيناه في " الإسراء ومريم وحم فصلت " {[13733]} فكذلك تبكي ، مع ما جاء من الخبر في ذلك والله أعلم بصواب هذه الأقوال .


[13729]:البيت ليزيد بن مفرغ الحميري. وقد ورد هذا البيت في الأصول محرفا، والتصويب عن وفيات الأعيان وشرح الكامل.
[13730]:هو جرير.
[13731]:الخارجية هي ليلى بنت طريف الشيباني ترثي أخاها الوليد ابن طريف، وكان رأس الخوارج وأشدّهم بأسا وصولة.
[13732]:راجع ج 10 ص 220.
[13733]:راجع ج 10 ص 266 و ج 11 ص 157 و ج 15 ص 344.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَمَا بَكَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ} (29)

ولما كان الإهلاك يوجب أسفاً على المهلكين ولو من بعض الناس ولا سيما إذا كانوا جمعاً{[57509]} فكيف إذا كانوا أهل مملكة{[57510]} ولا سيما إذا كانوا في نهاية الرئاسة ، أخبر بأنهم كانوا{[57511]} لهوانهم عنده{[57512]} سبحانه وتعالى على خلاف ذلك ، فسبب عما مضى قوله : { فما بكت عليهم } استعارة لعدم الاكتراث {[57513]}بهم لهوانهم{[57514]} { السماء والأرض } وإذا لم يبك السكن فما ظنك بالساكن الذي هو بعضه ، روى أبو يعلى في مسنده والترمذي{[57515]} في جامعه - وقال : غريب والربذي{[57516]} والرقاشي{[57517]} يضعفان في الحديث - عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" ما من مسلم إلا وله في السماء بابان ، باب يصعد منه عمله وباب ينزل منه رزقه فإذا مات بكيا عليه " وتلا هذه الآية ، وقال علي{[57518]} رضي الله عنه : إن المؤمن إذا مات بكى{[57519]} مصلاه من الأرض ومصعد عمله من السماء .

ولما جرت العادة بأن العدو قد يستمهله عدوه في بعض الأوقات لمثل وصية وقضاء حاجة فيمهله ، أخبر تتميماً لعدم الاكتراث بهم أنهم كانوا دون ذلك فقال : { وما كانوا } ولما كان هذا لكونه{[57520]} خيراً عنهم بعد مضيهم المقصود منه تحذير{[57521]} من بعدهم فقط ، لم يذكر التقييد {[57522]}بذلك الوقت بإذن{[57523]} ونحوها دلالة على أن ما كانوا فيه من طويل الإمهال {[57524]}كان كأنه{[57525]} لم يكن لعظم{[57526]} هذا الأخذ بخلاف ما مر في الحجر من التخويف من إنزال الملائكة عليهم ، فإن تقييد{[57527]} عدم الإنظار بذلك الوقت لرد{[57528]} السامعين عن طلب إنزالهم فقال تعالى : { منظرين * } أي ممهلين عما أنزلنا بهم من المصيبة{[57529]} من ممهل ما{[57530]} لحظه فما فوقها ليتداركوا بعض ما فرطوا فيه وينظروا في شيء مما يهمهم بل كان أخذهم لسهولته علينا في أسرع من اللمح ، لم يقدروا على{[57531]} دفاع ، فنالهم{[57532]} عذاب الدنيا وصاروا {[57533]}إلى عذاب{[57534]} الآخرة فخسروا الدارين وما ضروا غير أنفسهم{[57535]} .


[57509]:من ظ ومد، وفي الأصل: جميعا.
[57510]:زيد في الأصل و ظ: كاملة، ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.
[57511]:في مد: أنهم.
[57512]:من مد، وفي الأصل و ظ: عندهم.
[57513]:من مد، وفي الأصل و ظ: بهوانهم.
[57514]:من مد، وفي الأصل و ظ: بهوانهم.
[57515]:راجع جامعه 2/108.
[57516]:من التهذيب، وفي الأصل: الزيدي، وهو موسى بن عبيدة.
[57517]:هو يزيد بن أبان.
[57518]:أورده السيوطي في الدر المنثور6/31..
[57519]:ليس في ظ ومد.
[57520]:من ظ ومد، وفي الأصل: الكون.
[57521]:من مد، وفي الأصل و ظ: يحذر.
[57522]:من ظ ومد، وفي الأصل: لوقت يأذن.
[57523]:من ظ ومد، وفي الأصل: لوقت يأذن.
[57524]:من ظ ومد، وفي الأصل: كأنه كان.
[57525]:من ظ ومد، وفي الأصل: كأنه كان.
[57526]:من مد، وفي الأصل و ظ: لعظيم.
[57527]:زيد من ظ ومد.
[57528]:من مد، وفي الأصل و ظ: كرر.
[57529]:من ظ ومد، وفي الأصل: المعصية.
[57530]:زيد من ظ ومد.
[57531]:من مد، وفي الأصل وظ: دفاعه ما لهم.
[57532]:من مد، وفي الأصل وظ: دفاعه ما لهم.
[57533]:من مد، وفي الأصل و ظ: في عتاب.
[57534]:من مد، وفي الأصل و ظ: في عتاب.
[57535]:زيد في الأصل: فقط، ولم تمكن الزيادة في ظ ومد فحذفناها.