لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{فَمَا بَكَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ} (29)

قوله جل ذكره : { فَمَا بَكَتْ عَليْهِمُ السَّمَاءُ والأرْضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ } .

لم يكن لهم من القَدْرِ والخَطَرِ ما يتحرك في العالَم بِسببَهم ساكنٌ ، أو يسكن متحركٌ فلا الخضراء بسببهم اغبرَّتْ ، ولا الغبراءُ لغيبتهم اخضَّرتْ . لم يبقَ منهم عينٌ ولا أثر ، ولم يظهر مِنْ قِبَلِهم على قلبِ أحدٍ من عبادِنا أثرٌ . وكيف تبكي السماءُ لفقْدِ من لم تستبشر به من قَبْلُ ؟ بعكس المؤمن الذي تُسَرُّ السماءُ بصعود ِعمله إليها ، فإنها تبكي عند غيابه وفَقْدِه .