الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَمَا بَكَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ} (29)

{ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَآءُ وَالأَرْضُ } وذلك إن المؤمن إذا مات بكت عليه السّماء والأرض أربعين صباحاً ، وقال عطاء : في هذه الآية بكاءها حمرة أطرافها ، وقال السدي : لما قتل الحسين بن علي " رضي الله عنهما " بكت عليه السّماء ، وبكاؤها حمرتها .

حدثنا خالد بن خداش ، عن حماد بن زيد ، عن هشام ، عن محمد بن سيرين . قال : أخبرونا إنّ الحمرة الّتي مع الشفق لم تكن ، حتّى قتل الحسين رضي الله عنه .

أخبرنا ابن بكر الخوارزمي ، حدثنا أبو العياض الدعولي ، حدثنا أبي بكر بن أبي خثيمة ، وبه عن أبي خثيمة ، حدثنا أبو سلمة ، حدثنا حماد بن سلمة ، أخبرنا سليم القاضي ، قال : مطرنا دماً أيام قتل الحسين .

أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه ، حدثنا أبو علي المُقري ، حدثنا أبو بكر الموصلي ، حدثنا أحمد بن إسحاق البصري ، حدثنا مكي بن إبراهيم ، حدثنا موسى بن عبيدة الرمدني ، أخبرني يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم إنّه قال :

" ما من عبد إلاّ له في السّماء بابان : باب يخرج منه رزقه ، وباب يدخل منه عمله وكلامه ، فإذا مات فقداه وبكيا عليه وتلا هذه الآية : { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَآءُ وَالأَرْضُ } " ، وذلك إنّهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملاً صالحاً تبكي عليهم ، ولم يصعد إلى السّماء من كلامهم ولا من عملهم كلام طيب ولا عمل صالح فتفقدهم فتبكي .

أخبرنا عقيل بن محمد : إنّ المعافا بن زكريا أخبره ، عن محمد بن جرير ، حدثنا يحيى بن طلحة ، حدثنا عيسى بن يونس ، عن صفوان بن عمر ، عن شريح بن عبيد الحضرمي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً ، ألاّ لا غربة على مؤمن ، ما مات مؤمن في غربة غابت عنه فيها بواكيه ، إلاّ بكت عليه السّماء والأرض " . ثمّ قرأ رسول الله ( عليه السلام ) : { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَآءُ وَالأَرْضُ } ، ثمّ قال : " إنّهما لا تبكيان على الكافر " .

{ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ }