لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{فَمَا بَكَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ} (29)

{ فما بكت عليهم السماء والأرض } وذلك أن المؤمن إذا مات تبكي عليه السماء والأرض أربعين صباحاً ، وهؤلاء لم يكن يصعد لهم عمل صالح فتبكي السماء على فقده ولا لهم على الأرض عمل صالح فتبكي الأرض عليه .

عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «ما من مؤمن إلا وله بابان باب يصعد منه عمله وباب ينزل منه رزقه فإذا مات بكيا عليه » فذلك قوله تعالى : { فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين } «أخرجه الترمذي وقال حديث غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه ، قيل : بكاء السماء حمرة أطرافها ، وقال مجاهد : ما مات مؤمن إلا بكت عليه السماء والأرض أربعين صباحاً فقيل : أوتبكي ، فقال : وما للأرض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالركوع والسجود وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتسبيحه وتكبيره فيها دوي كدوي النحل وقيل المراد أهل السماء وأهل الأرض { وما كانوا منظرين } أي لم يمهلوا حين أخذهم العذاب لتوبة ولا لغيرها .