ولتعرفنّهم في لحن القول : في أسلوبه الذي يتكلمون به ومغزاه .
ولو نشاء لعرّفناك يا محمد أشخاصَهم ، فعرفَته بعلاماتٍ خاصة بهم .
{ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ القول }
وأُقسِم أيّها الرسول ، لتعرفنّهم في أسلوب كلامهم المعوج ، { والله يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ } .
وقد ثبت في الحديث الصحيح أن الرسول الكريم كان يعرفهم جميعا ، وقد عرّفهم إلى حذيفة بن اليمان الصحابي الجليل رضي الله عنه .
{ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ } أي : بعلاماتهم التي هي كالوسم في وجوههم . { وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ } أي : لا بد أن يظهر ما في قلوبهم ، ويتبين بفلتات ألسنتهم ، فإن الألسن مغارف القلوب ، يظهر منها ما في القلوب من الخير والشر { وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ } فيجازيكم عليها .
قوله : { ولو نشاء لأريناكهم } لو نشاء لعرفناك أشخاص هؤلاء المنافقين فعرفتهم عيانا { فلعرفتهم بسيماهم } أي فلتعرفنهم بعلامات النفاق التي تبدوا من سلوكهم وتصرفهم ، في نظراتهم وخطابهم وقسمات وجوههم { ولتعرفنهم في لحن القول } و { لحن القول } فحواه ومعناه{[4245]} أي فلتعرفنهم مما يبدو من كلامهم الذي يكشف عن مقاصدهم وأسرارهم . قال عثمان بن عفان ( رضي الله عنه ) : ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه .
قوله : { والله يعلم أعمالكم } الله خبير بما يعلمه الناس من خير أو شر فلا يخفى عليه من ذلك شيء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.