تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة المنافقون مدنية وآياتها إحدى عشرة ، نزلت بعد سورة الحج . وفي السورة حملة عنيفة على أخلاق المنافقين ، وبيان كذبهم ، وفضح دسائسهم ومناوراتهم . وقد ذُكر المنافقون في عدد من السور المدنية ، ولكن هذه السورة غالبها عنهم . وفيها إشارة إلى بعض الحوادث والأقوال التي وقعت منهم ورويت عنهم . وقد اشتملت على طائفة من أوصافهم ، وما في نفوسهم من البغض والكيد للمسلمين .

وعلة ظهور حركة المنافقين في المدينة أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء إلى المدينة كان له بها قوة ، وكان معظم أهل المدينة مسلمين ، حتى لم يبق بيت عربي فيها إلا دخله الإسلام ، فكان موقف الرسول فيها من مركز القوة ، على خلاف موقفه في مكة ، حيث لم يكن له تلك القوة ، ولا ذلك النفوذ حتى يكون هناك فئة من الناس ترهبه أو ترجو خيره . . فتتملقه وتتزلّف إليه في الظاهر ، وتتآمر عليه وتكيد له ولأصحابه وتمكر بهم في الخفاء .

فظهرت حركة المنافقين ، فكانوا يتظاهرون بالإسلام ، ويصلون مع المسلمين ، ويحضرون مجالسهم ويستمعون إلى الرسول الكريم ، وإذا خرجوا من عنده حرّفوا ما سمعوا من الأقوال ، واجتمعوا مع شياطينهم من اليهود ، وأخذوا يتآمرون على المسلمين ، ويطعنون فيهم ، ويحاولون أن يزعزعوا إيمان الضعفاء من المسلمين . وكان لهم دور كبير في زعزعة إيمان بعضهم عن طريق الإرجاف وبثّ الأكاذيب في المدينة ، ففضحهم القرآن الكريم في أكثر من سورة .

وهنا تذكر السورة أنهم يعلنون إيمانهم بألسنتهم غير صادقين ، ويجعلون أيمانهم الكاذبة وقاية لهم من وصف الكفر الذي هم عليه ، ومجازاتهم به . وقد وصفتهم بوصف عجيب فبينت أنهم ذوو أجسام حسنة تعجب من رآها ، وأصحاب فصاحة تعزّ السامعين وهم مع ذلك فارغة قلوبهم من الإيمان كأنهم خشب مسندة لا حياة فيهم . { هم العدو فاحذرهم ، قاتلهم الله أنّى يؤفكون } .

وبينت السورة بوضوح أن ما زعمه المنافقون من أنهم أعزة وأن المؤمنين أذلة ، وما توعدوا به المؤمنين من إخراجهم من المدينة ، كله هراء سخيف . فالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين . { ولكن المنافقين لا يعلمون } .

وفي ختام السورة يوجه الله الخطاب للمؤمنين ، بأن لا تلهيهم أموالهم

ولا أولادهم عن ذكر الله ، وأن ينفقوا في سبيل الله ، من قبل أن يأتي أحدهم الموت ، فيندم ويتمنى أن لو تأخر أجله { ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها ، والله خبير بما تعملون } .

المنافق : هو من يُظهر الإيمان ويبطن الكفر .

لقد وصف الله تعالى المنافقين هنا بأوصاف قبيحة في منتهى الشناعة ، فهم كذّابون يقولون غير ما يعتقدون ، قد تستّروا بأيمانهم ، يحلِفون كذبا بالله سَتراً لنفاقهم وحقناً لدمائهم ، وهم يصدّون الناس عن الإسلام ، ويأمرونهم أن لا ينفقوا على المسلمين . وأنهم جُبناء ، فرغم ضخامة أجسامهم ، وفصاحة ألسنتهم يظلون في خوف دائم ، يظنّون كل صيحة عليهم .

ولذلك كشف أمرهم هنا بوضوح فقال تعالى :

{ إِذَا جَآءَكَ المنافقون قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ الله والله يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ } .

فالله تعالى يخبر الرسول الكريم أن المنافقين عندما يأتون إليه ويحلفون عنده بأنهم مؤمنون به ، يكونون غير صادقين ، والله يعلم أن سيدنا محمداً رسول الله ، ولذلك أكد بيان كذبهم بقوله :

{ والله يَشْهَدُ إِنَّ المنافقين لَكَاذِبُونَ }

كذبوا فيما أخبَروا به ، لأنهم لا يعتقدون ما يقولون ، { يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } [ آل عمران : 167 ] .

ثم بين أنهم يحلفون كذباً بأنهم مؤمنون حتى يصدّقهم الرسول الكريم ، ومن يغتَرُّ بهم من المؤمنين .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة المنافقين{[1]}  مدنية

{ 1-6 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ * وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ *وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ * سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }

لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، وكثر المسلمون في المدينة واعتز الإسلام بها{[1103]} ، صار أناس من أهلها من الأوس والخزرج ، يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ، ليبقى جاههم ، وتحقن دماؤهم ، وتسلم أموالهم ، فذكر الله من أوصافهم ما به يعرفون ، لكي يحذر العباد منهم ، ويكونوا منهم على بصيرة ، فقال : { إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا } على وجه الكذب : { نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ } وهذه الشهادة من المنافقين على وجه الكذب والنفاق ، مع أنه لا حاجة لشهادتهم في تأييد رسوله ، فإن { اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } في قولهم ودعواهم ، وأن ذلك ليس بحقيقة منهم .


[1]:- هذا التنبيه جعله الشيخ -رحمه الله- على غلاف المجلد الأول فصدرت به التفسير كما فعل -رحمه الله-.
[1103]:- في ب: وكثر الإسلام فيها وعز.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ} (1)

{ إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون } لاضمارهم خلاف ما أظهروا

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة المنافقين{[1]}

مقصودها كمال التحذير مما{[2]} يثلم الإيمان من الأعمال الباطنة ، [ والترهيب-{[3]} ] مما يقدح في الإسلام من الأحوال الظاهرة ، بمخالفة {[4]}الفعل للقول{[5]} فإنه نفاق في الجملة فيوشك أن يجر إلى كمال النفاق فيخرج من الدين ويدخل الهاوية ، ليكون هذا التحذير سببا في صدق الأقوال ثم {[6]}صدق الأعمال ثم صدق الأخلاق{[7]} ثم صدق الأحوال ثم صدق الأنفاس ، فصدق القول [ أن-{[8]} ] لا يقول القائل إلا عن برهان ، وصدق العمل أن لا يكون للبدعة عليه سلطان ، وصدق الأخلاق{[9]} أن لا يلاحظ ما{[10]} يبدو منه من الإحسان بعد المبالغة فيه بعين النقصان ، وصدق الأحوال أن يكون على كشف وبيان ، وصدق الأنفاس أن لا يتنفس إلا عن وجود كالعيان ، وتسميتها بالمنافقين واضحة في ذلك ( بسم الله ) الذي له الإحاطة العظمى علما وقدرة فمن زاغ أرداه{[11]} ( الرحمن ) الذي ستر{[12]} بعموم رحمته من أراد من عباده {[13]}وفضح{[14]} من شاء وإن دقق مكره وأخفاه ( الرحيم ) الذي وفق{[15]} أهل وده بإتمام نعمته لما يحبه ويرضاه .

لما نهى سبحانه في الممتحنة عن اتخاذ عدوه ولياً ، وذم في الصف على المخالفة بين القول والفعل ، وحذر آخر الجمعة من الإعراض عن حال من أحوال{[65432]} النبي صلى الله عليه وسلم على حال من الأحوال ولو مع الوفاق ، لأن صورة ذلك كله صورة النفاق ، قبح في أول هذه حال من أقبل{[65433]} عليه على حال النفاق ، لأنه يكون كاليهود الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها ، واستمرت السورة كلها في ذمهم بأقبح الذم ليكون زاجراً عن كل ما ظاهره نفاق ، فقال تعالى : { إذا جاءك } أي يا أيها الرسول المبشر به في التوراة والإنجيل { المنافقون{[65434]} } أي العريقون في وصف النفاق وهو إسلام الظاهر وكفر الباطن ، وأغلبهم من اليهود { قالوا } مؤكدين لأجل استشعارهم لتكذيب من يسمعهم{[65435]} لما عندهم من الارتياب : { نشهد } قال الحسن : هو بمنزلة يمين كأنهم قالوا : نقسم { إنك } - التأكيد لذلك وإيهاماً {[65436]}لأن قوة{[65437]} تأكيدهم لشدة رغبتهم في مضمون ما يقولونه { لرسول الله } أي الملك الذي له{[65438]} الإحاطة الكاملة ، فوافقوا الحق بظاهر{[65439]} أحوالهم ، وخالفوا بقلوبهم وأفعالهم .

ولما كانت الشهادة الإخبار عن علم اليقين لأنها من الشهود وهو كمال الحضور وتمام الاطلاع ومواطأة القلوب للألسنة ، صدق سبحانه المشهود به وكذبهم في الإقسام بالشهادة ومواطأة ألسنتهم لقلوبهم فقال{[65440]} : { والله يعلم } أي وعلمه هو العلم في الحقيقة ، وأكده سبحانه بحسب إنكار المنافقين فقال : { إنك لرسوله{[65441]} } سواء شهد المنافقون بذلك أم لم يشهدوا ، فالشهادة بذلك حق ممن يطابق لسانه{[65442]} قلبه ، وتوسط هذا بين شهادتهم وتكذيبهم لئلا يتوهم أن ما تضمنته شهادتهم من الرسالة كذب .

ولما كان ربما ظن أن هذا تأكيد لكلام المنافقين ، دل على أنه تحقيق لمضمون كلامهم دون شهادتهم فقال : { والله } أي المحيط بجميع صفات الكمال { يشهد } شهادة هي الشهادة لأنها محيطة{[65443]} بدقائق الظاهر والباطن { أن المنافقين } أي الراسخين في وصف النفاق { لكاذبون * } أي في إخبارهم عن أنفسهم أنهم يشهدون لأن{[65444]} قلوبهم لا تطابق ألسنتهم فهم لا يعتقدون ذلك ، ومن شرط قول الحق أن يتصل ظاهره بباطنه{[65445]} وسره بعلانيته ، ومتى تخالف ذلك فهو كذب ، لا{[65446]} المراد أنهم كاذبون في صحة ما تضمنته شهادتهم من أنك رسول الله والحاصل أن الشهادة تتضمن شيئين : صدق مضمون الخبر والإذعان له ، فصدقهم في الأول وكذبهم في الثاني فصاروا بنفاقهم أسفل حالاً وشر مآلاً من اليهود .

وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير : لما أعقب حال المؤمنين فيما خصهم الله به مما انطوت عليه الآيات الثلاث إلى صدر سورة الجمعة إلى قوله :

{ والله ذو الفضل العظيم }[ الجمعة : 4 ] بذكر حال من لم{[65447]} ينتفع بما حمل حسبما تقدم ، وكان في ذلك من المواعظ والتنبيه ما ينتفع به من سبقت له السعادة ، أتبع بما هو أوقع في الغرض وأبلغ في المقصود ، وهو ذكر طائفة بين أظهر من قدم الثناء عليهم ومن أقرانهم{[65448]} وأترابهم وأقاربهم ، تلبست في الظاهر بالإيمان ، وأظهرت الانقياد والإذعان ، وتعرضت فأعرضت وتنصلت فيما وصلت ، بل عاقتها الأقدار ، فعميت البصائر والأبصار ، ومن المطرد المعلوم أن اتعاظ الإنسان بأقرب{[65449]} الناس إليه وبأهل زمانه أغلب من{[65450]} اتعاظه بمن بعد عنه زماناً ونسباً ، فأتبعت سورة الجمعة بسورة المنافقين وعظاً للمؤمنين بحال أهل النفاق{[65451]} ، وبسط من قصصهم ما يلائم ما ذكرناه ، وكان قيل{[65452]} لهم : ليس من أظهر الانقياد والاستجابة ، ثم بني إسرائيل ثم كان فيما حمل كمثل الحمار يحمل أسفاراً بأعجب من حال إخوانكم زماناً وقرابة ، وأنتم أعرف الناس بهم وأنهم قد{[65453]} كانوا في الجاهلية موصوفين بجودة الرأي وحسن النظر

وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم }[ المنافقين : 4 ]

{ ولكن المنافقين لا يفقهون }[ المنافقين : 7 ] قلت : وقد مر{[65454]} في الخطبة ما رويناه في مصنف ابن أبي شيبة من قول أناس من المؤمنين : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين{[65455]} فيبشر بها المؤمنين ويحرضهم ، وأما سورة المنافقين فيوئس بها المنافقين ويوبخهم ، وهذا نحو ما ذكرناه أولاً - انتهى .


[1]:- هكذا ثبتت العبارة في النسخة المخزونة بالرباط – المراقش التي جعلناها أصلا وأساسا للمتن، وكذا في نسخة مكتبة المدينة ورمزها "مد" وموضعها في نسخة دار الكتب المصرية ورمزها "م": رب زدني علما يا فتاح.
[2]:- في م ومد: قال أفقر الخلائق إلى عفو الخالق؛ وفي الأصل: أبو إسحاق – مكان: أبو الحسن، والتصحيح من الأعلام للزركلي ج1 ص 50 وعكس المخطوطة أمام ص 56 وهامش الأنساب للسمعاني ج2 ص280.
[3]:- ضبطه في الأعلام بضم الراء وتخفيف الباء.
[4]:- ضبطه الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني رحمه الله في تعليقه على الأنساب ج2 ص280 وقال: البقاعي يكسر الموحدة وفتح القاف مخففة وبعد الألف عين مهملة بلد معروف بالشام ينسب إليه جماعة أشهرهم الإمام المفسر إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي أبو الحسن برهان الدين من أجلة أهل القرن التاسع له عدة مؤلفات ولد سنة 809 وتوفي سنة 885 – اهـ.
[5]:- في م ومد: لطف الله بهم أجمعين، إلا أن لفظ "اجمعين" ليس في مد. والعبارة من "وآله" إلى هنا ليست في نسخة المكتبة الظاهرية ورمزها "ظ".
[6]:- في م ومد: لطف الله بهم أجمعين، إلا أن لفظ "اجمعين" ليس في مد. والعبارة من "وآله" إلى هنا ليست في نسخة المكتبة الظاهرية ورمزها "ظ".
[7]:- في م ومد وظ: برسالته.
[8]:- ليس في م ومد وظ.
[9]:- سورة 38 آية 29.
[10]:- في م وظ: اخرجه.
[11]:- ليس في م.
[12]:- ليس في م.
[13]:- في النسخ كلها: لا، وفي البخاري: ما، وقول علي رضي الله عنه نقل من البخاري فأثبتناها.
[14]:- في ظ: فهما، وفي متن البخاري كذلك، وعلى حاشيته: فهم.
[15]:- في ظ ومد: عمرو.
[65432]:- من م، وفي الأصل وظ: الأحوال.
[65433]:- من م، وفي الأصل وظ: أقبله.
[65434]:- تكرر في الأصل بعد "إذ جاءك".
[65435]:- زيد في الأصل: لهم، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[65436]:- من ظ وم، وفي الأصل: القوة.
[65437]:- من ظ وم، وفي الأصل: القوة.
[65438]:- زيد من ظ وم.
[65439]:- من ظ وم، وفي الأصل: بظواهر.
[65440]:- زيد من ظ.
[65441]:- من ظ وم، وفي الأصل: الرسول لله.
[65442]:- زيدت الواو في الأصل ولم تكن في ظ وم فخذفناها.
[65443]:- زيد من ظ وم.
[65444]:- من م، وفي الأصل وظ: إن.
[65445]:- من ظ وم، وفي الأصل: وباطنه.
[65446]:- من م، وفي الأصل وظ: لأن.
[65447]:- زيد من ظ.
[65448]:- من ظ وم، وفي الأصل: أقربائهم.
[65449]:- من ظ وم، وفي الأصل: بما هو أقرب.
[65450]:- من ظ وم، وفي الأصل: في.
[65451]:- في الأصل بياض ملأناه من ظ وم.
[65452]:- من ظ وم، وفي الأصل: قدم.
[65453]:- زيد من ظ.
[65454]:- من ظ وم، وفي الأصل: من.
[65455]:- زيد من ظ وم.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ} (1)

مقدمة السورة:

بيان إجمالي للسورة

هذه السورة مدنية وآياتها إحدى عشرة آية . وهي في معظمها تتناول الحديث عن حقيقة المنافقين . وهؤلاء صنف ماكر أثيم من الناس الذين يظهرون خلاف ما يبطنون . يظهرون في حديثهم من الرقة الكاذبة و اللين المصطنع ما ينخدع به كثير من السامعين ، فهم بذلك كاذبون مخادعون يستمرئون الختل والغش والاستكنان في الجحور من خلف المجتمع . وهم ديدنهم الكيد للإسلام وأهله كل كيد ، ويعلمون في الظلام لنسف هذا الدين من القواعد . ذلك أن المنافقين بارعون في التدسيس للنيل من الإسلام متعاونين في ذلك مع قوى الشر من الكافرين على اختلاف مللهم وعقائدهم . وقضية النفاق من المعظلات الكبرى التي تواجه المسلمين الصادقين على مرّ العصور . وعلى المسلمين بذلك أن يأخذوا حذرهم وأن يحسبوا للمنافقين المخادعين كبير الحساب .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون 1 اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون 2 ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون 3 وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسنّدة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فأحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون } .

يبين الله حقيقة المنافقين المخادعين فيكشف عن فساد طبائعهم وعما تكنّه قلوبهم من الكراهية والضغن للإسلام ورسوله . فهم ديدنهم الكذب وحلف الأيمان الفاجرة ليستتروا بها ويتقوا بها القتل أو العقاب . أولئك هم المنافقون الأشرار الذين يحذر الله منهم ورسوله والمؤمنين .

وفي سبب نزول السورة روي عن زيد بن أرقم قال : غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان معنا ناس من الأعراب وكنا نبدر الماء ، وكان الأعراب يسبقوننا ، فيسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض ويجعل النطع{[4543]} عليه حتى يجيء أصحابه فأتى رجل من الأنصار فأرخى زمام ناقته لتشرب فأبى أن يدعه الأعرابي فأخذ خشبة فضرب بها رأس الأنصاري فشجّه فأتى الأنصاري عبد الله بن أبيّ رأس المنافقين فأخبره وكان من أصحابه فغضب عبد الله بن أبيّ ثم قال : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله . ثم قال لأصحابه : إذا رجعتم إلى المدينة فليخرج الأعز منها الأذل . قال زيد بن أرقم : فسمعت عبد الله فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق وكذبني ، فوقع عليّ من الغم ما لم يقع على أحد قط . فبينا أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ أتاني فعرك أذني وضحك في وجهي . فما كان يسرني أن لي بها الدنيا . فلما أصبحنا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المنافقين{[4544]} .

قوله : { إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله } يعني إذا جاءك المنافقون يا محمد شهدوا أمامك بألسنتهم أنك رسول الله { والله يعلم إنك لرسوله } وهذه جملة اعتراضية يبين الله فيها أنك رسوله سواء شهد المنافقون أو لم يشهدوا { والله يشهد إن المنافقين لكاذبون } يشهد الله على كذب المنافقين في إخبارهم عن أنفسهم ، فأنفسهم إنما تخفي الكفر والتكذيب ولا تؤمن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، فهم يظهرون الإيمان به بألسنتهم عن سبيل التقية . فهم بذلك كاذبون بالنسبة لاعتقادهم الذي يخفونه في قلوبهم .


[4543]:النطع: ما يتخذ من الأديم. انظر المصباح المنير جـ 2 ص 280.
[4544]:أسباب النزول للنيسابوري ص 287.