تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَحِيلَ بَيۡنَهُمۡ وَبَيۡنَ مَا يَشۡتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشۡيَاعِهِم مِّن قَبۡلُۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ فِي شَكّٖ مُّرِيبِۭ} (54)

بأشياعهم : بأشباههم وأمثالهم من كفرة الأمم . مريبٍ : مُوقعٍ في الريبة .

فلا رجوعَ إلى الدنيا ، ولا ينفع إيمانُهم ، كما قال تعالى أيضا : { فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قالوا آمَنَّا بالله وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا } [ غافر : 84 ، 85 ] .

لقد كان لهم آِباء ونظائر من الأمم السابقة ، أعرضوا عن ربهم في الحياة الدنيا فتمنَّوا الرجوع إلى الدنيا حين رأوا بأس الله ، لأنهم كانوا في حياتهم السابقة شاكّين فيما أخبرتْ به الرسلُ من البعث والجزاء .

وهكذا ختمت هذه السورة الكريمة بهذا العنف ، وبتصويرٍ حيّ لمشهد من مشاهد القيامة ، وعندها يظهر اليقينُ بعد الشك المريب .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَحِيلَ بَيۡنَهُمۡ وَبَيۡنَ مَا يَشۡتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشۡيَاعِهِم مِّن قَبۡلُۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ فِي شَكّٖ مُّرِيبِۭ} (54)

{ وحيل بينهم } منعوا مما يشتهون من التوبة والإيمان والرجوع إلى الدنيا { كما فعل بأشياعهم } ممن كانوا على مثل دأبهم من تكذيب الرسل قبلهم حين لم يقبل منهم الإيمان والتوبة { إنهم كانوا في شك } من أمر الرسل والبعث { مريب } موقع للريبة والتهمة

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَحِيلَ بَيۡنَهُمۡ وَبَيۡنَ مَا يَشۡتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشۡيَاعِهِم مِّن قَبۡلُۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ فِي شَكّٖ مُّرِيبِۭ} (54)

{ وحيل بينهم وبين ما يشتهون } أي : حيل بينهم وبين دخول الجنة ، وقيل : حيل بينهم وبين الانتفاع بالإيمان حينئذ ، وقيل : حيل بينهم وبين نعيم الدنيا والرجوع إليها .

{ كما فعل بأشياعهم من قبل } : يعني الكفار المتقدمين وجعلهم أشياعهم لاتفاقهم في مذاهبهم و{ من قبل } : يحتمل أن يتعلق بفعل ، أو { بأشياعهم } على حسب معنى ما قبله .

{ في شك مريب } هو أقوى الشك وأشده إظلاما .