فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَحِيلَ بَيۡنَهُمۡ وَبَيۡنَ مَا يَشۡتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشۡيَاعِهِم مِّن قَبۡلُۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ فِي شَكّٖ مُّرِيبِۭ} (54)

{ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ } من النجاة من العذاب ، ومنعوا من ذلك وقيل : حيل بينهم ، وبين ما يشتهون في الدنيا من أموالهم وأهليهم ، أو حيل بينهم ، وبين ما يشتهونه من الرجوع إلى الدنيا { كَمَا فُعِلَ بأشياعهم مّن قَبْلُ } أي بأمثالهم ، ونظرائهم من كفار الأمم الماضية ، والأشياع جمع شيع ، وشيع جمع شيعة ، وجملة : { إِنَّهُمْ كَانُواْ في شَكّ مُّرِيبِ } تعليل لما قبلها ، أي في شك موقع في الريبة ، أو ذي ريبة من أمر الرسل ، والبعث والجنة والنار ، أو في التوحيد ، وما جاءتهم به الرسل من الدين ، يقال : أراب الرجل إذا صار ذا ريبة فهو مريب ، وقيل : هو من الريب الذي هو الشك ، فهو كما يقال عجب عجيب ، وشعر شاعر .

/خ54