قوله : { وَحِيَل } تقدم فيه الإشمام والكسر{[44931]} أول البقرة .
والقائم مقام الفاعل ضمير المصدر أي وحيل هو أي الحَوْلُ ولا تقدره مصدراً مؤكداً بل مختصاً حتى يصح قيامه{[44932]} ، وجعل الحَوْفيُّ القائم مقام الفاعل «بينهم »{[44933]} . واعترض عليه بأنه كان{[44934]} ينبغي أن يرفع . وأجيب عنهُ بأنه إنما بني على الفتح لإضافته إلى غير{[44935]} متمكِّن . ورده أبو حيان بأنه لا يبنى المضاف إلى غير متمكن مطلقاً ، فلا يجوز : قاَمَ غُلاَمَكَ ولا مَرَرْتُ بِغُلاَمكَ بالفتح{[44936]} . قال شهاب الدين : وقد تقدم في قوله : { لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } [ الأنعام : 94 ] ما يغني عن إعادته{[44937]} . ثم قال أبو حيان : وما يقول قائل ذلك في قول الشاعر :
4149- . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الْعَيْرِ والنَّزَوَانِ{[44938]}
فإنه نصب «بين » مضافة إلى معرب{[44939]} وخُرِّجَ أيضاً على ذلك قول الآخر :
4150- وَقَالَتْ مَتَى يُبْخَلْ عَلَيْكَ وَيُعْتَلَلْ . . . يَسُؤْكَ ( وَ ) إنْ يُكْشَفْ غَرَامُكَ تَدْرَبِ{[44940]}
أي يعتلل هو أي الاعتلال{[44941]} .
قوله : { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ } يعني الإيمان والتوبة والرجوع إلى الدنيا .
وقيل : نعيم الدنيا وزهرتها{[44942]} ، «كَمَا فُعلَ بأَشْيَاعِهِمْ » بنظرائهم{[44943]} ومن كان ( على ){[44944]} مثل حالهم من الكفار . «مِنْ قَبْلُ » لم يقبل منهم الإيمان في وقت اليأس «إنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكِّ » من البعث ونزول العذاب بهم{[44945]} ، و «مِنْ قَبْلُ » متعلق «بفُعِلَ » أو «بأَشْيَاعِهِمْ »{[44946]} أي ( الذين ){[44947]} شايعوهم قبل ذلك الحين{[44948]} .
قوله : { مُرِيب } قد تقدم أنه اسم فاعل من أَرابَ{[44949]} أي أتى بالريب أو دخل فيه وأَرَبْتُهُ أوْقَعْتُهُ في الرَّيْبِ . ونسبة الإرابة إلى الشك مجازاً{[44950]} .
وقال الزمخشري هنا إلا أن ههنا فُرَيْقاً{[44951]} وهو أن المريب من المتعدي منقول{[44952]} من صاحب الشك إلى الشك كما تقول شعر شاعر{[44953]} . . . . وهي عبارة حسنة مفيدة وأين هذا من قول بعضهم ويجوز أن يكون أردفه على الشك ليناسق آخر الآية بالتي قبلها من مكان قريب . وقول ابن عطية الشك المريب : أقوى ما يكون من الشك وأشدُّه{[44954]} ، وتقدم تحقيق الريب أول البقرة{[44955]} ، وتشينع الراغب على من يفسره بالشكّ{[44956]} ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.