تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَحِيلَ بَيۡنَهُمۡ وَبَيۡنَ مَا يَشۡتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشۡيَاعِهِم مِّن قَبۡلُۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ فِي شَكّٖ مُّرِيبِۭ} (54)

{ وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب } .

المفردات :

وحيل بينهم : منعوا من الانتفاع بالإيمان بعد فوات الأوان أو الرجوع إلى الدنيا .

بأشياعهم : بأمثالهم من الكفار .

مريب : موقع في الريب والقلق والشك بمعنى الريب والتهمة والشك المريب أقوى من مطلق الشك كما تقول عجب عجيب وشعر شاعر .

التفسير :

وهكذا تختم السورة بمشهد هؤلاء الكفار يحاولون الإيمان بالله والرسول بعد البعث والحشر أو يحاولون الرجوع إلى الدنيا ، ليعملوا عملا صالحا بيد أن الله لا يقبل منهم ذلك شأنهم شأن الكفار السابقين كقوم نوح وعاد وثمود وفرعون وملئه وأشياعهم وأشباههم من الكافرين الذين لم يقبل منهم الإيمان بعد معاينة الموت

قال تعالى : { فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده وخسر هناك الكافرون } ( غافر : 75 )

{ إنهم كانوا في شك مريب } .

لقد استحق كفار مكة العذاب كما استحقه أشياعهم من المكذبين السابقين للرسل ، لأنهم جميعا كانوا في شك ممعن في الريبة ، في أمر البعث والجنة والنار بل وفي الدين كله والتوحيد .

قال قتادة : إياكم والشك والريبة فإن من مات على شك بعث عليه ومن مات على يقين بعث عليه أحيانا الله وبعثنا على اليقين إنه أرحم الراحمين وولي المؤمنين

تم بحمده الله تفسير سورة سبأ مساء السبت 19 ربيع الأول 1420 ه الموافق ويليه 1999 م بمدينة المقطم بالقاهرة والحمد لله رب العالمين

i انظر ظلال القرآن بقلم سيد قطب 22/53-56 .

ii قال الفخر الرازي معاجزين حال معناه سعوا فيها وهم يريدون التعجيز ، أي : إبطال عمل الآيات ومنه الناس من التمسك بها والعجز عن الوصول إلى هديها .

iii ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده : رواه البخاري في البيوع ( 2073 ) وفي أحاديث الأنبياء ( 3417 ) من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن داود النبي عليه السلام كان لا يأكل إلا من عمل يده ورواه البخاري في البيوع ( 3072 ) من حديث المقدام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما أكل طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وغن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده " .

iv الفخر الرازي 9/196 دار إحياء التراث العربي بيروت .

v تفسير القرطبي 6/5509 وفيه قال العلماء وذلك للضرورة إلى ذلك ، وحاجة البنات حتى يتدربن على تربية أولادهن ثم إنه لا بقاء لذلك ، وكذلك ما يصنع من الحلاوة أو من العجين لا بقاء له فرخص في ذلك والله أعلم .

vi إن أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون : رواه البخاري في اللباس ( 5950 ) ومسلم في اللباس ( 2109 ) من حديث عبد الله بن مسعود قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون " .

vii أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام : رواه البخاري في الجمعة ( 1131 ) وفي أحاديث الأنبياء ( 3420 ) ومسلم في الصيام ( 1159 ) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : " أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام وأحب الصيام إلى الله صيام داود وكان ينام نصف الليل ويقوم وينام سدسه ويصوم يوما يوفطر يوما " .

viii أفلا أكون عبدا شكورا : رواه البخاري في الجمعة ( 1130 ) ةوفي تفسير القرآن ( 4736 ) وفي الرقاق ( 6471 ) ومسلم في صفة القيامة ( 2819 ) والترمذي في الصلاة ( 412 ) والنسائي في قيام الليل ( 1644 ) وابن ماجة في إقامة الصلاة ( 1419 ) وأحمد في مسنده ( 17733 ) من حديث المغيرى إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم ليصلي حتى ترم قدماه أو ساقاه فيقال له : فيقول : " أفلا أكون عبدا شكورا " ورواه البخاري في تفسير القرآن ( 4837 ) ومسلم في صفة القيامة ( 2820 ) وأحمد في مسنده ( 24323 ) من حديث عائشة رضي الله عنها أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتتتن فطر قدماه فقالت عائشة : لم تصنع هذا يا رسول الله وقد نغفر الله لك ما تقدم وما تأخر من ذنبك ؟ قال : " أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا " فلما كثر لحمه صلى جالسا فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع ، ورواه ابن ماجة في إقامة الصلاة ( 1420 ) من حديث أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حتى تورمت قدماه فقيل له : إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال " أفلا أكون عبدا شكورا " .

ix عجبا للمؤمن : أخرجه مسلم في الزهد ( 2999 ) وأحمد ( 18455-18460-23406-23412 ) والدارمي ( 2777 ) من حديث صهيب بن سنان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضرا صبر فكان خير له " .

x أعطيت خمسا لم يعطهن نبي : رواه البخاري في التيمم ( 335 ) وفي الصلاة ( 438 ) ومسلم في المساجد ( 521-523 ) والنسائي في الغسل ( 432 ) وفي المساجد ( 736 ) والدارمي في الصلاة ( 1289 ) وأحمد ( 13752 ) من حديث جابر ورواه مسلم في المساجد ( 523 ) والترمذي في السير ( 1553 ) وابن ماجة في الطهارة ( 567 ) وأحمد ( 7225-7355-9412 ) من حديث أبي هريرة ورواه أبو داود في الصلاة ( 489 ) والدارمي في السير ( 2467 ) وأحمد ( 20792 ) من حديث أبي ذر ورواه أحمد ( 2256-2737 ) من حديث ابن عباس ورواه أحمد ( 7038 ) من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، ورواه أحمد ( 19236 ) من حديث أ بي موسى رضي الله عنه .

xi بعثت إلى كل أحمر وأسود : رواه مسلم في المساجد ( 521 ) من حديث جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود . . . " الحديث وانظر ما قبله .

xii هرقل سأل أبا سفيان عن رسول الله : رواه البخاري ( 5107-2781-4553-5980-6261-7196 ) ومسلم ( 1773 ) والترمذي ( 2717 ) من حديث صدر بن حرب .

xiii أشد الناس بلاء الأنبياء : بوب به البخاري في كتاب المرضي ورواه الترمذي في الزهد ( 2398 ) وابن ماجة في الفتن ( 4023 ) وأحمد ( 1484-1497-1558-1610 ) والدارمي في الرقاق ( 2783 ) من حديث سعد بن أبي وقاص وقال الترمذي حسن صحيح .

xiv إن الله لا ينظر إلى صوركم : رواه مسلم في البر ( 2564 ) وابن ماجة في الزهد ( 4143 ) وأحمد في مسنده ( 7768 ) من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عن الله لا ينظر على صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " .

xv قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله : رواه مسلم في الزكاة باب في الكفاف والقناعة '( 1054 ) والترمذي في الزهد باب ما جاء في الكفاف والصبر عليه ( 2452 ) من حديث عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله " .

xvi لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة : رواه الترمذي ( 2220 ) وابن ماجة ( 4110 ) من حديث سهل بن سعد قال : هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه ولفظ الترمذي " لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا . . . " الحديث عند ابن ماجة " والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذه الشاة على أهلها ولو كانت الدنيا تعدل . . . " الحديث قال السيوطي في زيادة الجامع في تخريج الحديث الترمذي والحاكم وصححه ، من حديث سهل بن سعد الذهبي قال الماوي في الفيض قال الترمذي صحيح غريب وليس كما قال ففيه عبد الحميد بن سليمان أورده في الضعفاء وقال أبو داود غير ثقة ورواه ابن ماجة أيضا وفيه عنده زكريا بن منظور قال الذهبي في الضعفاء منكر الحديث ورواه عنه الحاكم أيضا وصححه فرده الذهبي بان زكريا بن منظور ضعفوه وقال في موضع آخر ولتعدد هذه الطرق رمز المؤلف لحسنه .

xvii إن في الجنة غرفا ترى ظهورها : رواه الترمذي في البر ( 1984 ) وفي الجنة ( 2526 ) وأحمد في مسنده ( 1340 ) من حديث على قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن في الجنة غرفا ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها " فقام أعرابي فقال : لمن هي يا رسول الله ؟ قال : " لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى لله بالليل والناس نيام " قال ابو عيسى هذا حديث غريب .

xviii يا ابن آدم أنفق أنفق عليك : رواه البخاري في تفسير القرآن ( 4684 ) وفي التوحيد ( 7469 ) ومسلم في الزكاة ( 993 ) من حديث أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدم أنفق أنفق عليك وقال يمين الله ملأى " وقال ابن نمير : ملآن سحاء لا يفيضها شيء الليل والنهار .

xix ما من يوم يصبح فيه العباد إلا ملكان ينزلان : رواه البخاري في الزكاة ( 1442 ) ومسلم في الزكاة ( 1010 ) وأحمد ( 7992 ) من حديث أبي هريرة ورواه أحمد ( 21214 ) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه .

xx بعثت أنا والساعة جميعا : رواه أحمد في مسنده ( 22478 ) عن بريدة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يثقول : " بعثت أنا والساعة جميعا إن كادت لتسبقني " .

xxi ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار : رواه أحمد في مسنده ( 16590 ) من حديث تميم الدارمي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا بر غلا وأدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر " وكان تميم الداري يقول قد عرفت ذلك في أهل بيتي لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ، ولقد أصاب من كان منهم كافرا الذل والصغار والجزية ، قال الهيثمي في المجمع رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح .

xxii جاء الحق وزهق الباطل : رواه البخاري في المظالم ( 2487 ) وفي التفسير ( 4720 ) ومسلم في الجهاد والسير ( 1781 ) وأحمد ( 3574 ) والترمذي في التفسير ( 3138 ) وقال هذا حديث حسن صحيح وفيه عن ابن عمر ورواه مسلم في الجهاد واليسر ( 1780 ) وأحمد ( 10565 ) من حديث أبي هريرة .