الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَحِيلَ بَيۡنَهُمۡ وَبَيۡنَ مَا يَشۡتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشۡيَاعِهِم مِّن قَبۡلُۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ فِي شَكّٖ مُّرِيبِۭ} (54)

وَقَوْلُهُ سُبْحَانَه : { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ } .

قَالَ الحَسَنُ : مَعْنَاهُ مِنَ الإيمَانِ وَالتَّوْبَةِ وَالرُّجُوعِ إلَى الإنَابَةِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ ، وَذَلِكَ أنَّهُمْ اشْتَهَوْهُ فِي وَقْتٍ لاَ تَنْفَعُ فِيهِ التَّوْبَةُ وَقَالَهُ أَيْضاً قَتَادَةَ ؛ وَقَالَ مُجَاهِدُ : مَعْنَاه : وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ نَعِيمٍ الدُّنْيَا ، وقِيلَ : مَعَناهُ حِيلَ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ الجَنَّةِ وَنَعِيمِهَا كَمَا فُعِلَ بَأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ ، والأَشْيَاعُ الفِرَقُ المُتَشَابِهَةُ ، أَشْيَاعُ هَؤُلاَءِ هُمُ الكَفَرَةُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ .

( ص ) : قَالَ أَبُو حِيَّانٍ : و{ مُّرِيبٍ } اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ أَرَابَ ، أي : أتى بِرَيْبَةٍ وَأَرْتبهُ وَأَوْقَعَتْهُ فِي رَيْبَةِ ، وَنسْبَةُ الإرَابَةِ إلَى الشَّكِّ مَجَازٌ .

قَالَ ( ع ) : والشَّكُّ المُرِيبُ أَقْوَى مَا يَكُونُ مِنَ الشَّكِّ وَأَشَدُّهُ إظْلاَماً انتهى .