تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنٗاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۖ فَلَا تَذۡهَبۡ نَفۡسُكَ عَلَيۡهِمۡ حَسَرَٰتٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ} (8)

ثم بيّن البعدَ بين الفريقين : الضالين والمهتدين ، واختلاف حالهم ، فقال : { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سواء عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً } :

أفمن زين له الشيطان عمله السيئ فرآه حسنا ، هو في الواقع كمن هداه الله فرأى الحسنَ حسنا والسيئ سيئا ؟ إنهما لا يستويان أبدا .

{ فَإِنَّ الله يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } : يضلّ من يشاء من الجاحدين الذين ارتضوا سبيل الضلال ، ويهدي من يشاء ممن اختاروا سبيل الهداية .

ثم يخاطب الرسولَ الكريم حتى يسليه ، فيقول : { فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ الله عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } : فلا تُهلك نفسَك حزناً على الضالين الذين لم يؤمنوا وحسرةً عليهم ، إن الله محيط علمه بما يصنعون من شر فيجزيهم به .