صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنٗاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۖ فَلَا تَذۡهَبۡ نَفۡسُكَ عَلَيۡهِمۡ حَسَرَٰتٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ} (8)

{ أفمن زين له سوء عمله } أي أفمن زين له الشيطان أو نفسه وهواه عمله القبيح فرآه حسنا ؛ كمن لم يزين له ؟ لا يستويان . و " من " موصولة مبتدأ ، والخبر محذوف لدلالة الكلام عليه . وقد صرح بالجزأين في نظير هذه الآية من قوله تعالى : " أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله " {[286]} .

فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون ( 8 ) والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور ( 9 ) من كان يريد العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد

{ فلا تذهب نفسك عليهم حسرات } أي لا تمض نفسك ؛ بمعنى : لا تهلك ولا تمت أسفا علهم ، وندما على عدم إيمانهم [ آية 167 البقرة ص 55 ] . و " عليهم " متعلق ب " حسرات " . ونظير هذه الآية قوله تعالى : " لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين " {[287]} .


[286]:آية 14 محمد.
[287]:آية 3 الشعراء.